الخميس، 29 مارس 2012

سيرة الشيخ مطر (شيخ هرجيسا ) (الجزء الثاني)





نشأة الشيخ و تعليمه في طفولته 

ولد الشيخ مطر أحمد شروع في عام 1825 م إذا أخذنا في عين الإعتبار كتابات الشيخ و التي أشار فيها إلى تاريخ مولده , و قد ولد لعائلة في البادية و حسب المتناقل شفهيا و حسب أقوال الكثيرين ممن يدعون أنهم يعرفون تاريخ الشيخ مطر فقد اتفقوا أنه قد ولد في منطقة تسمى ب [Hadayta] و هذه المنطقة تقع بين عيل شيخ [Ceel Shikh] و [Lughaye] تحت شجرة كبيرة اسمها Hadayta سميت المنطقة على اسمها

و هذه هي صورة الشجرة :




و هذه المنطقة تبعد عن الساحل الشمالي بمقدار 200 خطوة و هذه الشجرة قديمة جدا و كبيرة بحيث من الممكن رؤيتها على بعد عشرات الكيلومترات و في إحدى الأبيات التي يصف فيها الشاعر عبدي خليف [Indoole] هيئة الشجرة يقول فيها : 

[Makaauu ku dhashay , Hadaytaa ka mogoolay oo almis muuq ka dheer]

كما وصف الشاعر و بالغ بأنه حتى أن شكلها يبدو أطول من جبل ألمس و هو إحدى الجبال المشهورة بالقرب من بربرة ...


 

جبل ألمس شمال صوماليلاند


المنطقة التي ولد بها الشيخ حسب اجتهاد شخصي و هي ملونة باللون الأحمر في الخريطة

و كما تذكر المراجع فعائلة الشيخ كانت تسكن تلك المناطق على الساحل في وقت الشتاء ( الجيلال ) و هذه هي الأوقات التي تكون فيها منطقة القوبن في أفضل حال و من المرجح أن الشيخ ولد في هذا الوقت ....

تعليم الشيخ داخل الوطن:

كما هو معروف ولد الشيخ لعائلة من أهل البادية يعتمدون على الترحال الدائم و كانت هذه العائلة ترعى الجمال و تربي الأغنام و الماعز و كذلك تربي الخيول. و تربي في طفولته كما يتربى أقرانه الصوماليون من أهل البادية و كان لتعليم أهل البادية خصائص مميزة و لم تكن تعتمد على المدارس الرسمية و لا على الكتب بل كانت عبارة عن تعليم دائم للطفل حيث يتعلم كل ما يتعلق بالبيئة , تقاليد المجتمع , علم الحيوانات , علم النباتات و خصائص كل منها المفيد و الضار , الرياح و الأمطار , النجوم و أسمائها , علم اللغة و الأمثال و الأشعار , و تعلم سلسلة النسب للقبيلة و القبائل المحيطة , اللياقة البدنية ( التحمل و المشي لمسافات طويلة ) و كذلك الرعي حيث يتعلم الطفل تدريجيا الرعي حتى يصل لأعلى درجة و هي رعي الإبل ...
 
الترحال الدائم و الرعي من سمات أهل البادية البارزة

و هذه البيئة الرعوية تساهم في صقل هؤلاء الأطفال و تغرس فيهم الشجاعة لحماية أنفسهم و قطعانهم من الأخطار و كذلك يكتسبون ذاكرة قوية حيث كانوا يحفظون قصائد شعرية بمجرد سماعها لمرة واحدة فقط , و كان أهل الشيخ مطر يتنقلون من أقصى الشمال Gubanka حتى الجنوب باتجاه [Oogada] و لما كان يحدث شح في الأمطار كانوا يذهبون إلى أقصى الهود جنوبا [hawdka shishe].

ففي الشتاء [jiilaalka] يسكنون في الشمال في منطقة القوبن بين شهري أكتوبر و مارس Gubanka خاصة في الساحل الشمالي بين بربرة و lughaya و في الربيع أو القوء [gugana] كانوا يذهبون جنوبا خاصة بالقرب من جبال هرجيسا و أما إن كانت الأمطار شحيحة فيتعدون منطقة هرجيسا إلى أقصى جنوب الهود حيث وفرة المياه.المناطق التي بالقرب من حدود اثيوبيا و من ضمنها هرجيسا صحيح أنها كثيرة الأمطار و لكنها أقل مياها من الساحل حيث لا توجد منطقة تتجمع فيها المياه بل تذهب في الأودية و تصب على المناطق الساحلية و لكن كان هناك آبار بالقرب من الأودية و التي تكون حصرية فقط للقبيلة التي حفرت البئر و هذه الآبار كانت على نوعين إما آبار عميقة  [ceel wadaameed]  أو آبار ضحلة [ceel dhoobeed] .... 



و الشيخ مطر في طفولته كانت له الفرص للمرور بين هذه الثلاث أنواع من راضي صوماليلاند بظروفها المختلفة مناخيا حسب فصول السنة. بعض القبائل أو العوائل كان يوجد بينهم معلم يرتحل معهم و يعلم الأطفال القرآن و اللغة العربية قراءة و كتابة و كان المعلمون يعلمون الأطفال تحت الأشجار , حيث يتم البحث عن شجرة كبيرة ذات ظل وفير و يتم تنظيف أسف الشجرة و تهيئتها لتكون قاعة للدراسة و لو كان هناك رياح في المنطقة يتم إحاطة الشجرة بسور من الأشواك و الأخشاب حتى لا يلتهي الطلاب عن الدراسة,  و كان الطلاب يكتبون القرآن و يحفظونه على الألواح حيث يستطيعون أخذه حيثما أرادوا و عندما ينتهى الدرس الأول يمسح ثم يكتب الذي يليه ...

طبعا هذه الألواح يتم صناعتها من الأشجار المحيطة في البيئة و القلم يصنع من شجرة اسمها دوركا [duurka] و كذالك الحبر يتم صناعته من الفحم و الماء و الململ ( يشبه البخور و له استخدام آخر لتخدير الأفاعي ) و يتم خلط هذه المكونات و طحنها فينتج لنا الحبر ثم يصب الحبر في إناء يصنع من خشب يسمى أوبو  [Ubbo] هذا الإناء يوضع فيه أيضا السمن ...
وكان لهذا اللوح معنى كبير في تسهيل عملية حفظ القرآن حيث لا يمسح الدرس حتى يتأكد المعلم أن الطالب  قد حفظ الآيات , و كان المعلم يقرأ الآيات جهرا و يردد الطلاب وراءه و كل طالب يتم التسميع له قبل الإنتقال للدرس الجديد و من هذا اللوح تتم معرفة الطالب المجتهد و الذي يحفظ بسرعة من الطالب الكسول و الذي يأخذ وقتا طويلا في الحفظ ... 

بالإضافة لتعليم القرآن الكريم كان يتم تعليم الأطفال الصلاة و الواجبات الدينية و كانت هذه الدروس الدينية تبنى أخلاق الطالب و إسلوب تعامله مع الآخرين . و الطلاب الذين كانوا ينتظمون في هذه الدروس كان يتفوقون على أقرانهم بعلوم اللغة العربية و الدين و كما هو الواضح فالشيخ مطر كان من أؤلئك الذين استفادوا من هذه الفرصة في صغرهم حيث حفظ القرآن في صغره و تعلم اللغة العربية و كان خطه جميلا باللغة العربية كما هو واضح من كتاباته ...

و تناهى إلى مسامعنا عن الذين يعرفون تاريخ الشيخ مطر جيدا أن أباه حينما فطن إلى تميزابنه في اللغة العربية و علوم الدين فكر في إرساله إلى هرر و التي كانت تعتبر الحاضرة الأكبر للعلوم الدينية في شرق إفريقيا حيث كان يؤمها الطلبة المتميزون في الدين و اللغة العربية و لكن الذهاب إليها لم يكن بالأمر الهين و كان يتطلب وجود معرفة و صلات بمدينة هرر و شيوخها , و هناك تساؤل يطرح نفسه هنا, هل كان لأبي الشيخ مطر ( أحمد شروع )  صلات بهرر سهلت له إرسال ابنه لإكمال دراسته الدينية في هرر المركز الإسلامي الأكبر في القرن الإفريقي ؟ 

يتبع

الثلاثاء، 27 مارس 2012

سيرة الشيخ مطر (شيخ هرجيسا )





الشيخ مطر إلى اليمين مع الشيخ حسن قولييد

في هذه المساحة سأتناول تاريخ الشيخ مطر أحمد شِروَع مؤسس مدينة هرجيسا – رحمه الله – و من خلال هذه السيرة العطرة سنرى تاريخ تلك الحقبة التي عاشها الشيخ خصوصا بداية تكوين مدينة هرجيسا و التأثير الناجم عن تأسيس هذه المدينة على المناطق المحيطة ...


تقول الكتابات التاريخية التي تتحدث عن هرجيسا أن الشيخ مطر هو مؤسس مدينة هرجيسا و أن الشيخ كان يتعلم العلوم الإسلامية في هرر لمدة تجاوزت ال 20 عاما و عاد إلى بلده الأم ( صوماليلاند ) ليؤسس مقرا دينيا في بقعة من وادي ( maroodi jeex ) في منتصف الجزء الثاني من القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين و قام الشيخ في تلك الفترة بأعمال تاريخية خلدت في تاريخ هرجيسا و صوماليلاند.


الشيخ مطركان له باع طويل في علوم الدين و وصل مبلغا من العلم في العلوم الشرعية و في التصوف. نقل و كتب كتبا كثيرة تتحدث عن الدين الإسلامي. و انشغل في سنوات كثيرة في زيادة الوعي الديني وتعليم العلوم الشرعية لسكان هرجيسا. و كذلك قضى سنوات طويلة في المصالحة و المؤاخاة بين القبائل المحيطة بهرجيسا و التي كانت بينها حروب طاحنة و سلب و نهب. و بدأ الشيخ في استصلاح الأراضي الزراعية و كان أول من بدأ هذا المشروع في هرجيسا و أتى بالمواشي التي تتناسب مع الزراعة كالبقر و الثور و التي لم تكن تتواجد في محيط هرجيسا من قبل. و كان يحث الناس على أن يؤمنوا بالأرض و يستقروا فيها بشكل دائم بدلا من حياة البادية و الترحال و لذلك بدأ في مشروع المزارع حتى يستقر الناس و يبدأ التطور في تلك المنطقة.


و إذا تتبعنا تاريخ الشيخ مطر سيتضح لنا أنه كان نقطة تحول مضيئة لتاريخ مجتمع صوماليلاند بداية بتحويله مجتمع كامل من أهل بادية في حل و ترحال دائمين إلى أناس مستقرين في هرجيسا . و كذلك إسهامه في تحويل أهل البادية إلى مزارعين يستصلحون الأرض . و إنتهاء بمصالحته بين قبائل بينهم حساسيات و مشاكل حتى أنه آخى بينهم و أسكنهم بقعة واحدة. أسس في هرجيسا أول حكم تاريخي على أساس الشريعة الإسلامية و شجع التجار خصوصا تجار الشمال على القدوم و السكن في هرجيسا و تحويلها إلى مركز تجاري. حول هرجيسا إلى مكان يقول عنه الأجانب (( هرجيسا جنة سلام يسكنها أناس متباينون)) (( لويس )) و سنكتب لكم كل التفاصيل لاحقا.


صفات الشيخ مطر


تحكي المقالات و القصائد و الأشعار التي تصف الشيخ و توضح أنه كانت له معرفة واسعة بعلوم الدين الإسلامي و أنه اتصف بالتقوى و الورع و عرف عنه ذكر الله و مداومته على الأذكار التي لا تفارق لسانه و كان مشهور بكرامات كثيرة أهمها سرعة استجابة دعائه.كان شيخا عادلا و كان عندما يحكم لا يحيد عن الحق و العدل.كان شيخا كريما و كان حنونا على المساكين و المعاقين و كان شيخا رحيما خاصة على الضعفاء و كان يحاول حل المشاكل التي يواجهونها. مشيته في تؤدة و وقار وحينما يضحك لا يقهقه و لكن ترى بياض أسنانه و كان نومه خفيفا الشيخ وصل منزلة عظيمة من المعرفة و كان يربأ بنفسه عن صغائر الأمور مثل التكبر و حب الشهرة و الإعجاب بالنفس و حب السلطة .و كان فاهما و عارفا باللغة الصومالية و العربية و لغة أهل هرر و من خلال هذا الموضوع سنتعرف عن قرب على صفات الشيخ الحميدة.


في تاريخ صوماليلاند هناك علماء كثيرون أثروا في التاريخ الصومالي و كانوا مختلفين عن الأناس العاديين و كان لهم و ما زال اسم كبير بين العامة و هناك مدارس كثيرة تسمت بأسماء هؤلاء العلماء في صوماليلاند و هذه قائمة بهؤلاء العلماء العظام :


1. الشيخ مطر.
2. الشيخ يوسف الكونين.
3. الشيخ عبدي إسماعيل.
4. الشيخ عبدالرحمن شيخ حسن.
5. الشيخ بشير.
6. الشيخ علي جوهر.
7. الشيخ عثمان نور.
8. الشيخ حسن نوريي.
9. الشيخ على إبراهيم.
10. الشيخ على أو عثمان ( تمو ويني ).
11. الشيخ مُحُمَد ورسمي.
12. الشيخ صنعاني.
13. الشيخ مُحُمَد ( راجي ).


و رغم شهرة هؤلاء العلماء و الذين تشرفت هذه المدارس بأسمائهم إلا أنه الآن الكثيرون لا يعرفون سيرة هؤلاء العلماء و لا ماذا فعلوا في تاريخينا حتى استحقوا هذه الشهرة و حتى الطلاب الذين يدرسون في هذه المدارس لا يعرفون شيئا عن العالم الذي يدرس تحت مسماه فقط يعرف أنه عالم جليل. و للآن لم أرى كتب تتحدث عن هؤلاء العلماء و سيرتهم و من الآن أصبحت سيرتهم مخفية و عما قريب منسية و قد ندفع ضريبة غالية لعدم كتابتنا لتاريخنا القديم و الحديث.


تاريخ و سيرة العلماء هي المؤشر على تاريخ الأمم و على تلك الحقبة من الزمن و منها نعرف الإسهامات الجليلة لهؤلاء العلماء و التي غيرت تاريخنا كأمة و إسهامات علمائنا جديرة بالتقدير و الدراسة و هي نبراس لأطفالنا و اعتزاز بتاريخهم جيلا بعد جيل و هذه الصفحات القادمة تصب في هذا الاتجاه على الأقل لمعرفة تاريخ شيخ البلد الشيخ مطر.


في المرة القادمة سأتحدث عن نشأة الشيخ مطر و تاريخ ولادته.


أرجوا لكم المتعة و الفائدة ...

الاثنين، 26 مارس 2012

قصة هرجيسا ( نظرة تاريخية و سياسية مختصرة)

عادة لا أحب الحديث عن السياسة رغم أنني متابع جيد لها في كثير من الأحيان,لأنني وجدت أن الجدال في السياسة غالبا ما يجلب البغض و الكراهية فشعوبنا الشرقية ما زالت تتمتع بقدرمن العاطفة كبير. و هم يتبعون مبدأ من ليس معي فهو ضدي,الحوار العقلاني مفقود لذلك آثرت الصمت في كثير من الأحيان حتى لا أزيد الطين بلة ,و ربما كان هذا من أسباب تبحري في الثقافة الصومالية و التاريخ الغابر الذي لم يجد الكثيرين ممن يهتمون بتدوينه فترانا نتجادل على أمور كثيرة لا دليل عليها سوى السماع دونا عن الكتب التي لم تعطى أية أهمية تذكر.


اليوم سأتحدث قليلا عن السياسة و قليلا عن تاريخ مدينة هرجيسا عاصمة صوماليلاند. بكل بساطة و سلاسة في أبيات شعرية يفهمها الجميع الصغيرقبل الكبير,و رغم أنني لا أدعي بأنني شاعر و لكنها مجرد محاولات شعرية هدفي الأول فيها إيصال المعلومة بطريقة أدبية محببة للنفس .


أترككم مع الأبيات:




قصة هرجيسا المدينة 



هرجيسا يا أرض الشرفاء   ****** و يا مرتع الأولياء و الأتقياء


أبنـــاؤكـــ لكـــ أوفيـــــــاء   ******   و ترابكـــ قبر للشــهــــداء


قمت بفضل شيوخ حكماء    ******  شيخ مطر و صحبه العلماء


و إستضافة الإخوة الوجهاء   ******  الحاج فارح سيد الأوليـــاء


وضعوا الشروع للعامة البسطاء   ******   وحرًموا النهب سبيل الأشقياء


أسسـوا جــامعا يلم الفرقـــاء  ******   الآذان يصـدح صبــــاح مساء


و جهــوا الدعوة لكل الأحبــاء   ******   و قالوا المدينــة لكل الشرفـــاء


توافد تجار الشمال بخيــلاء   ****** و أتى بقية الأهل و الأقربــاء


هنا بدأت قصة عـز و إبــــــاء ****** و أصبحت هرجيسا وجهة للعظماء


و تحررت من الإنجليز و الحلفاء ****** و ســعـت في وحـــدة الأشقــــاء


و سلمت العَلم بلا شرط أو إمضاء  ******  إلى حمر المستعجبة من هذا السخاء


و تنازلت عن المناصب و الوزراء  ******  مـن أجــــل وحـــدة جــمعــــــــــاء


و رغم التهميش و أحيانا الإزدراء   ****** ظل الحلم بوحـــدة الخمسـة أجزاء


دبً قتـــالٌ و ضجـت دمـــــــاء  ******  في حــرب الحبشــــة الجبنــــاء


كــدنا ننتصـر و نرفع اللــواء   ****** و كــدنا نصل لعاصمة الأعداء


لـــولا خــيانة أقوى الحلفـــاء   ******  الســوفييت ضربونا بدهـــــاء


جيبوتي استقلت بـــلا عنـــاء   ******  ضربتان أوجعت الكبريــاء


و أيقضتنا من أحــلام النبلاء   ******  فالظلم بان و الحلم في انتهاء


فلا يسمـح لك فيها بالبنــــاء   ******  و الشباب يُقتلون بدون قضاء


لا نصيب من الحكومة والوزراء   ******  و السجن بـــات لقــادتنــــا إِواء


عندها تجمع الرجال و الحكماء   ******  لبحث المصير ورد الإعــتداء


و أسسوا جيشـــا ضم الفضــلاء   ******  دمــــائهم للوطن الجريح فـــداء


فقام الطاغية بقصف الأبرياء   ******  شيوخـــا و أطفــالا و نســــاء


قتلهم بجــيش مـن التعســــاء   ******  هدفهم لهرجيسا شتات و فناء


نعم أفنوها و حولوها أشـلاء   ******  وزرعوا ألغاما بغية الإستعلاء


لكنهم فاتهم أن لأهلها كبريــاء   ******  و أنها أرض بنيت بدعاء العلماء


أهلها على المصائب أشـــداء   ******  و رغم المعـــاناة فهم كرمـــاء


و مع الأحزان إبتسامتهم ضياء   ****** و قلوبهم صفـــاء فـي صفـــاء


انتصر الأبطال و فرَ الجبناء   ****** و انقسم الجنوب بين الأمراء


هنا تم الإجتمـــاع و الدعــــاء   ****** و التفكر بأسباب المأساة الشنعاء


فقـرر الشــيــوخ و الحـــكمــــاء   ****** استعادة الإستقلال لتجنب الأخطاء


و حفظ الحقوق و حقن الدمـــــاء   ****** و ألا ننقــاد للعواطف العميـــاء


و لــن نقطـــع حـــبل الإخـــاء   ******  مــع الجـــنوب فنــحن أشقــــاء


و لكن لكل دولــة و قضــــاء   ****** هذا الإختيار نرجوا الإصغاء


و ندعوا لهم بدولة عصمـــاء   ******  توحـدهـم جــميعـــا للبنـــــاء


ثم نلتقي تحت شجرة خضراء   ****** لعقد اتفاقات و تبـادل سفراء


هذا موقف الأغلبية السوداء   ****** بــدون شــــــك أو ريـــــــاء


و لن تُعاد ارتكاب الأخطـــاء   ****** فالـدرس حفظناه بعد عنـــاء


و ستبقى هرجيسا أرض الشرفاء   ****** و مرتعا للأولياء و الأتقيــــاء

تمت بحمد الله

الأحد، 18 مارس 2012

خرافات صومـــــــالية


أقدم لكم اليوم موضوع طريف و لذيذ عن معتقدات كثير من الصومالين في بعض الأمور قد تكون ناشئة عن الجهل أو مجرد توارث ثقافات من الآباء أيام البادية ربما سمعتموها من أمهاتكم أو جداتكم أو آبائكم ...


1)الوزغة (Quroto ):




يقول الصوماليون لاتقتلوا الوزغة واتركوها في حال سبيلها لأنها زوجة الشيطان حسب زعمهم ! و يمكن لو قتلتها يدخلك جني !!! أنا صار معي كذا موقف أجيب الشبشب عشان أقتل الوزغة تجي الوالدة أو جدتي تقول خلها يارجال مسكينة , أنا عاد أقتلها و أقول خلنا نشوف وش راح يسوي الشيطان لما يعرف أني قتلت زوجته...


2) عضة اللسان:

إذا عضيت لسانك بالصدفة فهي على حالتين :
أ‌- إما تكون عضيت لسانك من جهة اليمين و هذا معناته أن في رجال قاعد يحش فيك من وراء ظهرك أو يغتابك.



ب‌- أو تكون العظة ناحية اليسار و هذا معناته أن في حرمة قاعدى تحش فيك أو تغتابك .



3) عصب العين:



بعض المرات يتحرك العصب تحت عينك اليمين بسرعة و هذا معناته أن في مطر جاي بالطريق .


4) You Choose : Snake or Mouse



البيت اللى مافيه فأر فيه حية , فالخيار لك هل ستكون سعيد لو في بيتك فار أو تكون أسعد بوجود حية .

5) ( الحلديد ):

يأكلون مايسمى ب الحلديد وهو خليط بين ثوم و بصل حسب اجتهادي و الغرض من أكله الحماية من العين والحسد و يأكل عندما تصل من السفر على الأخص أو تدخل بلدة ...طبعا لا حامي إلا الله.

6) الململ:




وهو نوع شبيه بالبخور يقال لو بخرت بيتك به فهذا سوف يبعد عن منزلك الثعابين لأنها تكره رائحة الململ.


7) الثعبان المقدس ( The Holy Snake ):




لايقتلون الثعبان حتى لو دخل للمنزل بحجة أن شخصا في المنزل سوف يموت لو قتلت الثعبان لذالك يتركونه في حاله سبيله ويشعلون الململ حتى يدوخ الثعبان و يخرجوه من المنزل , والبعض يؤمن أن الثعابين تحمل أرواح الأجداد.

8)الفوح:




و هو كذالك قريب من البخور ولكن رائحته ليست جميلة كالبخور و يستعمل على أربعة أوجه :
أ‌- للشرب ويوقي الذاكرة , فيعطى للأولاد قبل الذهاب للمدرسة و أيام الإمتحانات .
ب‌- أو يشعل مثل البخور و يوضع في الغرفة حتى يطرد البعوض .
ت‌- يوضع في الحمام حتى يعطر الجو.
ج- يستخدمه بعض شيوخ الصوفية للتعطر به.

9)( هاد – هامودن ):

يعني لا تحسبه صقرهذا نوع من أنواع الأحجار الذي يستخرج من جبال البري الى الشرق من برعو كانوا قديما يضعونه كالتميمة في أيدي الأطفال أو كقالادة للحماية من الثعابين و العين و السحر و للمصادفة قابلت رجلا يبيع هذا النوع من الأحجار في هرجيسا و هو بائع متجول طبعا لم أصدق ماقاله لكني شريت منه حجرا واحد و للغرابة فعلا رأيت مرسوما عليه رسم ثعبان و الحجر غريب كأن له جناحين و له منقار مشابه لمنقار الصقر و يعتبر ثقيلا نوعا ما ..

و لما فتشوني في مطار هرجيسا و أنا متجه لأديس أبابا شافه مسؤول في وزارة المعادن و قال أنت تخرج خيرات البلد للخارج هذا الحجر يستخرج منه الألماس و أنا أعرف معناته ...المهم بعد شد وجذب آخيرا ترك لي الحجر بعدما أعطيته ال ( دوعوووو).

10) نفخة الفأر:



ممكن تحصل واحد في بقع بدون شعر على رأسه تسأله و ش صار لشعرك يا وريا ؟ يقول لك : والله في جير(فأر) نفخ على راسي و أنا نايم.....بس لو الفأر اللى في الصورة نفخ على رأسك مو بس تطلع لك بقع خالية من الشعر أكيد راح تصلع ويروح كل شعر جسمك :)

هذه بعض الخرافات الصومالية جمعتها لكم من صوماليلاند..

السبت، 17 مارس 2012

تاريخ الصومال ... " تاريخ ما أهمله التاريخ"


 دعني أخبركم بأمرمهم إن تاريخ الصومال  تنطبق عليه هذه الجملة " تاريخ ما أهمله التاريخ" والذي لم يلق من المؤرخين العرب أو غيرهم اهتماما كبيراً اللهم الا ما كتبه ابن بطوطة وغيره من الرحالة..و هؤلاء وغيرهم لا يتجاوز ما كتبوه وصف الموانىء و المدن التي رست فيها سفنهم.و أقدم أمر يعرف عن هذه الأرض ما تم اكتشافه قبل أعوام قليلة في كهوف لاس قيل من رسومات تعود لأكثر من 8 آلاف سنة  و هي لأناس فيما يبدوا كانوا يحلبون البقر :






هناك دلائل كثيرة تشير إلى ن الفراعنة أصولهم من أرض البونت التي كانت تطلق و قتها على شمال الصومال كآفة و الفراعنة كانوا دوماً يفخرون ان بلاد البونت هي أرض الآلهة و العطر و البخور و اللبان و الذهب وقد سجلت الملكة الفرعونية حتشبسوت حملتها عليها فوق جدران معابدها بالدير البحري بالأقصر. وكان قدماء المصريين على صلة تجارية بها حيث كانوا يتبادلون السلع. فكانوا يجلبون منها الذهب والبخور للمعابد والعاج والأبنوس( نوع من الأشجار يستخدم للنحت )  والنسانيس( القرود )  واللبان ( البونت ) الذي مازال إلى يومنا يوجد بكميات تجارية شمال الصومال.

وفي زيارة للدكتور/ يوسف ادريس  رحمه الله إلى الصومال عام 1988 عندما القى محاضرته بالجامعة الوطنية الصومالية....قال: لقد جبت منابع النيل في افريقيا كلها بحثاً عن الملامح الفرعونية الاصيلة ووجدتها هنا بالصومال, ودوت القاعة بالتصفيق و الهتاف لمصر و الصومال, و إذا ما اردنا ان نصل الى الحقائق التاريخية فاننا نجد في شمال شرق الصومال اليوم الكثير من الآثار المكملة للآثار القائمة بمصر من الاهرامات التي تسمى بالصومالية" القبور التي لا تندثر" و كذلك نجد تماثيل و الكتابة الهيروغليفية التي لا نجدها في مكان آخر...لا في اليمن و لا في الحبشة..كما أن من يزور مدينة بوصاصو ـ بندر قاسم سيجد الكثير من الآثار التي تباع برخص التراب حيث يشتريها الاوروبيون الذين يزورون المدينة...لان الناس يعتبرونها اصناما أواشياء موروثة من أيام الكفر قبل الاسلام وهذه من ضمن المآسي الصومالية في الوقت الحاضر.

و أنا شخصيا لدي نظرية بأن الفراعنة أخذوا تصميم الأهرامات من جبلي ناسا هبلود في منطقة هرجيسا قد تكون صائبة و قد تكون خاطئة باقي بس نعرف أبو الهول من أين أتى ؟ أنا أشوف أنها معلومة طيبة لازم ندخلها السوق و نعمل لها دعاية نكسب من ورآها دراهم من السياح الذين سيأتون لنا ....



أمور كثيرة مشتركة مع الفراعنة الذين نعرف كلنا أن أصلهم من حام و ليس سام و في العصر الجليدي كانت منطقة مصر الحالية و الشام لا تصلح للعيش و كانت باردة و لكن بعد ذالك نزح أجداد الفراعنة للشمال و احتفظوا بعلاقاتهم بأرض أجدادهم و من الأشياء المشتركة بيننا :

1. الختان الفرعوني الذي مازال إلى اليوم منتشرا في الصومال .
2. مفردات لغوية كثيرة مشتركة بين اللغة الصومالية و الفرعونية القمر بالصومالية " ديح" وبالفرعونية " ديح".. الماء بالصومالية " بيو" و بالفرعونية " بيو" النار بالصومالية " دب" و بالفرعونية " دب"

و هناك شواهد تؤيد أن الأسر الفرعونية التي حكمت مصر ماعدا اسرة واحدة ربما هي الاسرة الثانية و العشرين كانت نوبية وهي آخر الاسر اما الباقي الإحدى والعشرين اسرة فكلهم صوماليين بالأصل ...حتى خليج عدن كان يسمى الخليج البربري و عرفت أرضنا في بعض الأوقات بأرض البرابرة نسبة إلى بربرا المدينة القديمة و التي كآنت تسمى قديما مالاو و كانت عاصمة لبلاد البونت ... هذا تآريخ لم يبحث فيه الكثيرون أو تجاهلوه عن قصد و حاولوا نسب الفراعنة لمناطق أخرى مجاورة و منهم من قال أن بلاد البونت هي اليمن و منهم من قال أنها الحبشة لكنهم للأسف لم يجدوا من يتصدى لهم و لترهاتهم و المحايدون يعترفون بصحة هذا الكلام  ...


بعد دخول الإسلام :

 تاريخنا مرتبط بالإسلام و مقاومة المد النصراني  في هذه المنطقة فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله و تذكر بعض الروايات أن الصحابة في هجرتهم الأولى قد مروا بمنطقة زيلع و دخلها الإسلام قبل الهجرة النبوية إلى المدينة و فيها إلى الآن آثار لمسجد ذو قبلتين حيث كانت القبلة الأولى إلى القدس و الآخرى إلى مكة



نستطيع أن نقول أنه أول مسجد في إفريقيا و ليس كما يروج المصريون أن مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد في إفريقيا أو حتى كما حاول ترويج بعض المؤرخين العرب أن الإسلام دخل للصومال في عهد عبدالملك بن مروان و الصحيح أنه أرسل وفد لجباية الزكاة و كانت المرة الأولى و الأخيرة ...

الصومال كانت عرضة للحروب الصليبية منذ أن اعتنقت الحبشة النصرانية منذ ألفي عام فكانت المحاولات اليائسة منها و من البرتغاليين و الاسبان و غيرهم فرض الديانة المسيحية..و لكن الصوماليين احبطوا كل تلك المحاولات التي باءت بالفشل الذريع لا لشي و لكن لان الصوماليين كانوا يدينون بالديانة الاخناتونية التي تؤمن بالاله الواحد لذالك سارع الصوماليون طوعا إلى الإسلام لأنهم بفطرتهم كانوا يعلمون أن الرب واحد و ليس ثلاثة كما يؤمن النصارى..

ولذالك يقول الشاعر الصومالي:

ايزيس باسمها كان جدي يلهج
و باسم اوزوريس كنت اعمد

و باسم رمسيس العظيم سفائني
كانت تجوب شواطئنا لا تورد

الله كان موحداً في أرضنا
من عهد "اخناتون" كنت اوحد

و اتاني الاسلام نوراً ساطعاً
لا يثرب سبقتني لا والمسجد


قامت ممالك الطراز الإسلامي في القرون الوسطى على أراضينا و كان أشهرها مملكة عدل أو إقليم أودل الحالي و عاصمته زيلع التي احتضنت العلماء من جميع المذاهب  و كانت زيلع و هرر أرض للعلماء يهاجرون لها و يتبادلون العلم فيها و نسب لها علماء كثيرون منهم جمال الدِّين أبو محمد عبد اللّه الزيلعي صاحب ‏نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية و شيخه فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي و الكثيرون ممن أتوا لهذه المنطقة من أجداد القبائل الحالية كالشيخ إسحاق بن أحمد الذي كان يدرس العلم في زيلع و هرر مدة من الزمن و كذالك دارود و قدبورسي و كلهم قدموا من الجزيرة العربية و خالطوا و تزوجوا من أهل البلاد الأصليين ...

و كان من أشهر قادة هذه الممالك الإمام أحمد قري الذي كاد هو و جيوشه أن يقضوا على عرش الحبشة و سلالة النجاشي لولا تدخل البرتغاليين الذين أبحروا عبر رأس الرجاء الصالح وصادف قدومهم معارك الحبشة فأنجدوا اخوتهم بالدين و مدوهم بالمدافع وتم إنقاذ الحبشة من براثن الصوماليين  ....




محاربين صوماليين شرسين ...


الصومال يا سادة تعتبر الدولة الوحيدة تقريبا التي سكانها 100% مسلمين سنيين حتى السعودية فيها نسبة 30 % شيعة و الإسلام دخل بلادنا طواعية بدون حمل السيف ....


العصر الحالي :


أتى عهد الإستعمار و حتى في هذه لم يخضعوا خضوعا كاملا للإنجليز و غيرهم بل عقدوا اتفاقية معهم و فرضوا شروطا عليهم كأن لا تلد نسائهم على أرض الصومال حتى لا يكون له حق في الأرض و حورب الإستعمار و خرج في النهاية و هو غير راغب بالخروج و لكنه أرغم على ذالك و كانت أرض الصومال رابع دولة تستقل من إفريقيا بعد مصر و السودان و ليبيا و فكر الإنجليز بتقسيمنا لأنهم قالوا لو تركنا الصوماليين دولة واحدة في حدود انتشارهم لغزو العالم و حدث ما خافوا منه و كادت اثيوبيا تلتهم من جديد و لكن التاريخ أعاد نفسه و نصرتهم القوى الخارجية رغم قلة عدد الصوماليين مقارنة بهم و لكن الشجاعة و العزيمة هي من تعمل الفارق  ....


في هذه الفترة كنا من الدول النامية و لم تكن حتى دول الخليج تذكر بجانب دولتنا و كنا نسبقهم كثيرا لكننا ركزنا مجهوداتنا على التسليح و القتال و تدمر الإقتصاد و تحارب الشعب حتى رجعنا للوراء عقودا طويلة و دبت الفوضى , هذه الفوضى المستمرة إلى الآن أو مرحلة اللآدولة تسببت في تدمير كل جميل في الصومال و حتى الإسم أصبح لا يذكر إلا و تأتي في رؤس الجميع المجاعة و الفقر و القتال و غيرها هذه الفترة التي نعيشها طغت على التاريخ و على كل شي و مع قوة الإعلام في هذا العصر فكل عيوبنا منشورة للعالم أجمع ...


نحن أمة أهملت تاريخها و لم تسجله و تبحث عنه و لم نكتب لغتنا إلا عام 1973 م هناك تاريخ كثير مدفون في آراضينا يحتاج من ينقب عنه و يبحث عنه , بعد هذا الإستعراض التاريخي بما أفخر يا ترى و ماذا أترك لا أعلم حقيقة نحتاج للعمل كثيرا فحاضرنا ليس ناصعا و كما رأيتم أن أرضنا بكر تحتاج إلى من يعمرها و تحتاج لأبنائها لكي يبروها و يطوروها حتى تصبح أفضل من دول كثيرة في العالم و نحن نستطيع و لكن إن عملنا كأمة واحدة و تركنا خلافاتنا جانبا نستطيع أن ننهض من هذه الكبوة و نحاول اللحاق بركب العالم الذي تزيد سرعة قطاره يوما بعد يوم, الأمل معقود على الشباب فماذا أنتم فاعلون في سبيل إعلاء كلمة بلدكم و في سبيل أن يفخر أبنائكم و أحفادكم بأرضهم و شعبهم  ؟!!!


الكثيرون  منا لا يعرفون الكثير عن بلدهم و لم يطأوه و كنا ضحية لأخطاء الآباء و الجيل السابق نحن نمر بأسوء مرحلة في تاريخ أمتنا و لم نشاهد الأمور الجميلة التي يتحدث عنها آبائنا الدور علينا هذه المرة حتى يجد أبنائنا مستقبلا يفخرون به و ندون ماضينا و نبحث عنه فليبدأ كل منا بنفسه و يصلحها و بعدها يصلح أسرته ثم حارته و مجتمعه ففاقد الشي لا يعطيه هذا من سنن الكون الأزلية و الأمة تتكون من أفراد بصلاحهم تصلح الأمم ....

الاثنين، 12 مارس 2012

العودة إلى هرجيسا (2)

كنا يا سادة قد ذكرنا في المدونة السابقة بأن هيبان أوصلني إلى المطار و ودعني على أمل اللقاء في ظروف أفضل بعيدا عن زحمة الأسفار. حالما نزلت من السيارة تقدم نحوي عامل هندي و هو يجر عربة فارغة. فسألني أي طيران أريد؟ فقلت له: طيران دالو, فأخذ بناصية العربة بعدما وضع العفش فيها و انطلق داخل المطار و انطلقت وراءه. كان المكان مزدحما خاصة بالمغاربة و الوريات ( الوريا لفظ يطلق على الرجل الصومالي و هي تقابل كلمة زول لدى السودانين و كلمة زلمة لدى الشوام) , وكان مكتوبا على عدة كاونترات حوالي الخمسة منها ( الدار البيضاء ) بينما كان مكتوب على كاونتر واحد فقط ( بربرة) رغم أننا متجهون إلى هرجيسا و البعض إلى مقديشو!. 


طبعا صفوف الوريات لم تكن منتظمةفدخلت في إحدى الصفوف بالقوة, ففي مثل هذه الظروف إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب. تسللت بهدوء شديد و بلباقة بين الجموع و تقدمت على الكثيرين ممن قدموا قبلي. ثم وزنت الحقيبتان التي معي, الوزن تقريبا كان في حدود 48 كغ و المسموح به هو فقط 30 كلغ رغم أن الخطوط السعودية دوليا تسمح ب 40 كغ. المهم طلب مني أن أدفع ثمن ال 18 كغ الزائد فطلب مني 180 ريالاً , سألت الرجل عن إمكانية الحصول على تخفيض ما ؟ فقال مباش رة ادفع 110 ريال. لم أصدق العرض فدفعت فورا رغم أنني لو استمررت في المفاصلة لحصلت على سعر أقل من ذلك. مثلما قعلت امرأة صومالية كانت بجانبي و كانت تردد بأنها مريضة و عندها مرض الكلى, الرجل يطلب منها 400 ريال و هي تقول ما في إلا 200 ريال و قالت بان لديها أربعة تذاكر. 


المهم الرجل السعودي كان طيبا و يسمح بالوزن الزائد بأسعار زهيدة, رغم أن بعض الوريات لا يستحقون هذه المعاملة فالبعض يحضر بضاعة بقالة كاملة ( حليب, عصير, كراتين لها أول و ليس لها آخر ). بعدما أنهيت وزن العفش دخلت إلى صالة المغادرة و اشتريت ساعة جلدية أعجبتني , اشتريتها رغم علميالمسبق أنها لن تغادر هرجيسا فمن المؤكد أنني سأهديها لأحدهم خلعة أو هدية. بعد ذلك ذهبت لشراء دونات شكولاتة و الشاهي عديس ( شاي بالحليب) السعر كان 11 ريالا بينما ممكن الممكن أن أحصل على هذه الوجبة بالأحوال العادية برياليين فقط. أنا الآن في انتظار الطائرة و الساعة تشير إلى الرابعة و الثلث فجراً بتوقيت مكة المكرمة. أرى حولي العديد من الجنسيات ( سعودي , مصري , إيراني , مغربي , صومالي ). الجميع متحفز للحديث عن السياسة (أعني الوريات) و الكل يبدي رأيه في حكومة كلميه الجديدة و البعض غاضب لأنه لم يجد وزيرا من قبيلته. الغريب في الأمر أن الكل يطالب الرئيس بحكومة مصغرة و ذو كفائة عالية و حبنما يلبى لهم طلبهم إذا هم يسخطون!. 


في الساعة الخامسة و النصف فجراً تمت المناداة على ركاب الطائرة فأسرعت لتأدية صلاة الفجر و عدت مسرعاً حتى أقف في الطابور. كان يقف خلفي رجلان سعوديان ذاهبان إلى هرجيسا في رحلة عمل. ركبنا الباص الذي يفترض أن يقلنا حتى طائرة دالو المتوارية في آخر المطار, و تبادلنا أطراف الحديث أحدهما سبق له القدوم إلى هرجيسا أما الآخر فكان يأتي للمرة الأولى. القديم كان يتحدث و يقول  نحن ذاهبون إلى دولة الإساق و أن الصومال قديما كانت دولة و أن الإساق هم السبب في الإطاحة بالحكومة الصومالية و أن صوماليلاند ما هي إلا إساق لاند . تفاجأت بمنطقة فهززت رأسي و قلت له: أكيد واحد مجيرتين لعب عليك و بدأت أشرح له رغم أنه كان واضحا تأثره بوجهة نظر أهل بوصاصو التي يزورها باستمرار. و عندما اقتربنا من الطائرة قال لصاحبه: ( دعنا نصمت الآن فقد دخلنا دولتهم ) فقلت له : ( الإنتقاد لا بأس فيه و نحن أمة دمقراطية قل ما تشاء حتى لو تنتقد الرئيس نفسه ). 


دخلنا الطائرة و طبعا كما هي العادة ( من سبق لحق ) لا يوجد نظام أو أرقام للجلوس اجلس حيث شئت. و كان العفش كثيرا لدرجة أنهم أحضروا جزءا من العفش وسدوا به جزءا من الممر الداخلي للطائرة. بعض العائلات كانت تركب خطوط دالو للمرة الاولى و كانوا يتذمرون كثيرا من رائحة السمن و الغنم بالإضافة إلى الكراسي المتهالكة. أما أنا فكنت أجلس بكل هدوء و سكينة فقد تعودت على مثل هذه الأجواء منذ زمن بعيد. وحينما بدأت الطائرة في الإقلاع  أكاد أقسم بأنني أحسست و كأن أحدهم يدفها من الخلف و أقرب وصف لما حدث ( عملية التنتيع ) للكرسيدا القديمة. توكلنا على الله و أقلعنا في تمام السادسة صباحا تم تشغيل المكيفات هنا أحسست بالإنتعاش,  وصلنا إلى جيبوتي في الساعة 8:30 صباحا وانتظرنا حوالي النصف ساعة حيث ركب بعض الركاب الجدد من جيبوتي ثم أقلعنا مجددا إلى هرجيسا. وصلنا إلى هرجيسا في الساعة العاشرة صباحا إلا ربع , و حينما نزلنا من الطائرة شعرت بكتلة هواء منعش تصتدم في وجوهنا.




دفعت 30 دولارا حتى يتم صرفها بنسبة منخفضة يذهب ريعها للدولة بالإضافة إلى دفع 20 ألف شلن لدائرة الهجرة, حالما دفعت المبالغ المطلوبة و حصلت على الصرف ذهبت للبحث عن شنطي ووجدت في استقبالي أبي العزيز و أخي الصغير إبراهيم , و كما هي العادة وجدت أحد مندوبي شركة تيليسوم ناولني دليلا لأهم الهواتف للوزارات و الفنادق بالإضافة إلى شريحة جوال مجانية مشحونة بكرت شحن بقيمة دولارين. عدنا للمنزل و كانت الوالدة و الأهل و الإخوان في استقبالي سلمت عليهم جميعا واتجهت إلى جدتي العزيزة للسلام عليها فعاجلتني برمي الفشار و الحلويات فوق رأسي قبل أن أنحني و أقبل رأسها و يديها. تبادلت أطراف الحديث مع الأهل قليلا و فتحت الشنطة لتوزيع الهدايا على الجميع رغم أنني اكتشفت أنه قد سرق مني جوال سامسونج أحضرته هدية لأخي عبدالرحمن و أظنه سرق مني في مطار جدة. صليت صلاة الظهر و عدنا للغداء اللذيذ و الطبخ الذي افتقدته طويلا في الغربة وكان عبارة عن الأرز مع اللحم الشهي, أكلت حتى شبعت ثم نمت نوما طويلا حتى صلاة المغرب  فقد كنت متعبا و منهكا من عناء السفر الطويل ..



السبت، 10 مارس 2012

العودة إلى هرجيسا

سبق لي و أن كتبت سلسلة متكونة من 5 أجزاء أو مواضيع عن رحلاتي إلى هرجيسا و كتبتها على طريقة ألف ليلة و ليلة, كان ذلك خلال مشاركتي في أحد المنتديات القريبة إلى قلبي ( منتديات كرباش). السلسلة طويلة و في نفس الوقت جميلة و ما سأكتبه اليوم ليس من ضمن تلك السلسلة التي كتبتها سابقا. بل هي عبارة عن مسودات كتبتها في آخر رحلة ذهبتها إلى هرجيسا رمضان عام 2010 و كنت على إستعداد لكتابتها في المنتدى و لكن قدر الله و ما شاء فعل أن عدت من هرجيسا و المنتدى قد أغلق إلى الآبد. و لحسن الحظ فقد كنت أحتفظ ببعض المواضيع القديمة و التي سأعيد نشر بعضها في هذه المدونة و من ضمنها الأجزاء الخمسة. حتى يحين ذلك الوقت دعني أقدم لكم وصفا دقيقا لما عايشته في طريق الذهاب إلى هرجيسا في آخر رحلة لي, لعل ما سأصفه هنا عايشه الكثيرون مثلي ممن سافروا إلى هرجيسا عبر طيران دالو الشهير خط  جدة - هرجيسا.


الثلاثاء 3 أغسطس 2010


مرة أخرى أسافر إلى أرض الوطن  أصبح السفر إلى هنالك عادة سنوية, فقد سافرت خلال العقد الآخير مطلع الألفية خمسة مرات أي بمعدل 50%. رافقني أصدقائي الثلاثة إلى المطار هادكا و صديقي الإرتري وليد و صديقي السوداني النوبي محمد. فقد أوصلوني إلى مطار الدمام في الساعة السابعة و النصف مساءا. جلسنا نتبادل أطراف الحديث برهة من الزمن و أكثر ما سأفتقده في هذه الصحبة خلال الإجازة جلسات السمر و النقاشات المتنوعة خاصة فقرة ال ( Weird Question ) حيث أحصل بالعادة على جائزتها في طرح أغرب الأسئلة و في كثير من الأحيان تثير هذه الأسئلة الضحكات و قد تتساقط دمعة من هنا أو هناك لشدة الضحك.


ففي تلك الجلسات نتسامر و نبدي ملاحظات تملؤها براءة الطفولة و نناقشها من أبعاد علمية و إجتماعية. المهم تركوني وحيدا بعد برهة من الزمن حينما جاع أحدهم و لم أشأ أن أعطلهم عن أعمالهم , فنحن ما زلنا في منتصف الإسبوع و طريق المطار طويل. ودعتهم بحرارة خاصة ابن العم هادكا و تابعتهم و هم يختفون في الآفق نازليين بالسلالم الكهربائية. جلست انتظر النداء و في الأثناء صليت المغرب و العشاء ثم احتسيت كوبا من الشاهي عديس ( شاي بالحليب ) + بسكويت شكولاتة و التي حاولت بقدر الإمكان التلذذ بطعمها قبل أن أفقد هذا الطعم طوال الشهرين القادمين, و حينما تم النداء ذهبت إلى البوابة رقم 112 و المخصصة للرحلة المغادرة من الدمام إلى جدة في التاسعة و النصف مساءاً.


أصدقائي الثلاثة و هم يختفون في الآفق


و بينما أقف في صف الإنتظار استعدادا للمرور بجهاز تفتيش العفش , تفاجأت برجل سوداني يطلب مني أن أساعد زوجته في حمل بعض الأمتعة و كان واضحا من نظراته أنه يستغيث بي كوني الأسمر الوحيد الواقف في الصف في تلك اللحظة من الزمن. أنا في هذه المرة كنت مقررا ألا أساعد أحدا بحمل العفش لأنني واجهت متاعب سابقة بهذا الخصوص, و لكن شهامتي غلبتني خاصة عندما احتاجتني امرأة مسكينة في عمر الوالدة. بعد انتهاء التفتيش حملت لها الشنطة وكانت ثقيلة جدا و كأن بها أثقالا من الحديد, بالإضافة للكرتون الذي كنت أحمله و به عدد من المصاحف المترجمة للغة الصومالية. المرأة السودانية عرضت مساعدتي في حمل الأغراض و لكنني رفضت  ذلك رفضا قاطعا و قلت لها: ( و لا يهمك يا حاجة نحن في الخدمة و مازلنا شبابا ) فدعت لي بالصحة و العافية.


هنا بدأت أعاني من حجم مطار الدمام الكبير جدا فهو مطار واسع و مع الوقت بدأ ظهري يؤلمني ألما حاداً, و كان واضحا أنني أحمل الشنطة بطريقة خاطئة و لم أصدق نفسي حينما وصلنا إلى المضيفة الواقفة على باب الطائرة و وقفت قليلاً لكي ألتقط أنفاسي التي تكاد تتقطع. أوصلت المرأة إلى مقعدها و جلست في مقعدي مقابل النافذة , ارتحت قليلا ثم أخرجت الجوال لأستمع إلى بعض الاناشيد و الأغاني لتعديل المزاج. شعرت ببعض النعاس و غفوت قليلا لأستيقظ على توزيع الجرائد فأخذت جريدة الحياة , كوني قرأت جريدة الشرق الأوسط لهذا اليوم و هي جريدتي المفضلة. لم ألبث أن مللت سريعا من جريدة الحياة و التي لم تعد بنفس الجودة منذ أن تحولت نسختها من العالمية إلى المحلية. فتناولت كتابا كان بحوزتي اشتريته منذ سنتين من أديس أبابا (اثيوبيا) و اسمه "  The Audacity of Hope" لباراك أوباما.


العشاء كان لذيذا خاصة اللحم مع الرز الأبيض أو لعله الجوع الذي جعلني أتذوق الطعام من منظور الجائع النهم. وبعد تناول وجبة العشاء شربت كوبا من الشاي الساخن و استأنفت قرأة الكتاب, وصلنا إلى مدينة جدة في الساعة ال 11:30 مساءاً. و كان في انتظاري الأخ صوماليلاندي " هيبان", ضاعت نصف ساعة أخرى و أنا أنتظر العفش. طبعا لم أترك المرأة السودانية لوحدها حتى أوصلت لها عفشها و أحضرت لها العربية. حينها نظرت إلى نظرة امرأة مغتبطة و سألتني هل أنا سوداني؟ لعلها استغربت من خدمتي لها و ظنت أن مثل هذا البر لا يتم إلا بين الأقارب و ذوي الأرحام. فأجبتها بالنفي و قلت لها أنا صومالي يا حاجة. فردت علي : " شكلك مألوف  و لكن لهجتك مختلفة, وربنا يحفظ لك شبابك و صحتك يا ولدي. و سلم لي على ناس الصومال ". 


سماء جدة صورة معبرة من داخل الطائرة قبل الهبوط


ودعت تلك المرأة التي حتى لم أعرف اسمها و انطلقت أبحث عن عفشي الذي وجدته بعد  عناء و مكابدة. و حالما وجدت عفشي خرجت مسرعا و التقيت بصوماليلاندي , و هي المرة الأولى التي نتقابل فيها. طبعا الأمر لا يحتاج إلى عناء كبير, مجرد شابين ذوا جبهتين كبيرتين وجدوا بعضهم بكل سهولة و يسر. لا داعي إلى اللافتات التي يكتبها البيض نحن علامتنا " علامة الجودة" الجبهة الصومالية الواسعة. عرض علي هيبان أن أعود معه إلى منزله ريثما يأتي موعد الطائرة و لكن لضيق الوقت اقترحت عليه أن نذهب إلى أحد المقاهي أو ال " Coffee Shop " المنتشرة في مدينة جدة لتبادل أطراف الحديث. و فعلا ذهبنا إلى أحدها و شربت كوبا من الكابتشينو اللذيذ بينما شرب هيبان القهوة التركية. 


سبحان الله إن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف, بدون أية مقدمات أو كلافة تبادلنا أطراف الحديث و كأننا أصدقاء منذ زمن بعيد. و حينما وصلت الساعة إلى الواحدة و النصف مساءاً اتجهنا جهة المطار الدولي و ودعت هيبان على أمل اللقاء مرة أخرى في ظروف أفضل بعيدا عن زحمة الأسفار.


يتبع...







الثلاثاء، 6 مارس 2012

الأبجدية الصومالية تاريخها و أنواعها ...

بمناسبة مرور أربعين عاما على كتابة اللغة الصومالية في  6 مارس عام 1972 سآخذكم في جولة في تاريخ كتابة اللغة الصومالية:


اللغة الصومالية (Af Soomaali)


تعتبر اللغة الصومالية من اللغات الكوشية و هي فرع من اللغات الأفروآسيوية و أقرب اللغات لها هي العفرية و الأورومية . و يتحدث هذه اللغة ما بين 10 إلى 16 مليون كلغة أولى و حوالي نصف مليون كلغة ثانية أغلبيتهم في الصومال حيث تعتبر اللغة الرسمية للبلاد و في اثيوبيا و كينيا و جيبوتي و هناك أعداد من المتكلمين بالصومالية في أوربا و أمريكا الشمالية و اليمن .لقد كتب الصومالية مع أربعة نصوص مختلفة على مر العصور و من الممكن إعتبارها من اللغات المكتوبة حديثا و هذه النصوص الأربعة كالتالي:


Wadaad's writing كتابة الوداد ( الشيخ )




تمت كتابة اللغة الصومالية بالعربية في للمرة الأولى في القرن الثالث عشر الميلادي من قبل الشيخ يوسف الكونين للمساعدة في تدريس علوم القرآن و في القرن التاسع عشر عمل الشيخ عويس آل براوي على تحسين كتابة اللغة الصومالية بالعربية و كتبها على أساس لهجة ال Maay في جنوب الصومال . بعض اللغويين الصوماليين مثل موسي حاجي إسماعيل جلال غير تغييرا جذريا طريقة الإملاء للغة الصومالية المكتوبة بالعربية و قدم مجموعة من الرموز الجديدة في خمسينيات القرن العشرين 1950s.


و هذه عينة من كتابة الوداد وواضح فيها أنها رسالة عينابو إلى برعو و كانت من جولييد علمي إلى الأخ جامع أحمد هبرجعله :






و هذا حجر مكتوب عليه بالصومالي عربي في القرن الرابع عشر :








أبجدية بورما ( القدبورسي ) 


في عام 1933 الشيخ عبد الرحمن الشيخ نور اخترع نص آخر لكتابة اللغة الصومالية و هي معروفة باسم بورما أو قدبورسي و كانت تستخدم على نطاق ضيق ضمن دائرة المقربين من الشيخ .


و هذا مثال للأحرف البورمية :






و هذا نص مكتوب باللغة البورمية :





و ترجمة النص كالتالي:



أخي الحبيب حسين سلام عليكم

أنا بخير و الأهل في Đoobo 

الجمل تم أكله و التهامه من قبل أسد.

استلمنا البضائع و نريدك أن ترسل لنا بعض السمن .

أمنا عادت و أخوك جولييد قد ذهب إلى هرجيسا 

نور بيلي
بورما




Somali/Osmanya alphabe الأبجدية العثمانية

الأبجدية العثمانية تم إنشاؤها ما بين عام 1920- 1922 م من قبل عثمان يوسف كينديد و كما هو معروف أن هذه الأبجدية حلت محل محاولات الشيخ عويس لكتابة اللغة الصومالية بأبجدية عربية و العثمانية بدورها تم استبدالها بالأبجدية اللاتينية على يد موسي حاجي إسماعيل جلال (1914-1980).

العثمانية لا تستخدم كثيرا هذه الأيام على الرغم أنه في السبعينات من القرن الماضي عدد كبير من الناس كان يستخدمها للمراسلات و مسك الدفاتر و تم نشر عدد قليل من الكتب و المجلات بالأبجدية العثمانية.

السمات البارزة:

1.تجاه الكتابة : من اليسار إلى اليمين في صفوف أفقية.
2. أسماء الحروف مبنية على الأسماء الحروف العربية.
3.يتم استخدام حرفي 

waw و ya

لكتابة حروف العلة طويلة 

uu و ii

على التوالي .


Somali is a tonal language with four tones which are not usually marked in writing. The tones have grammatical uses: theny indicate number, gender and case.

الصومالية هي لغة ذات نغم مع أربع نغمات و في العادة قد لا تتضح مع الكتابة . النغمات لها استخدامات نحوية فهي تشير إلى العدد والجنس والحالة.

و هذه هي الأبجدية العثمانية:



و الأرقام :



و هذا النص نموذج للكتابة العثمانية :



الأبجدية اللاتينية:


في عام 1961 تم إعتماد اللاتينية و العثمانية على حد سواء لكتابة اللغة الصومالية و لكن بعد الإنقلاب العسكري في عام 1969 م تغيرت الأمور و سرعت عملية كتابة اللغة الصومالية بشكل رسمي و في عام 1972 م تم إعتماد اللاتينية لكتابة الصومالية و التي بدورها اعتبرت اللغة الرسمية للبلاد و يعزى الفضل في إختراع هذا النظام الإملائي إلى شيري جامع أحمد Shire Jama Ahmed و تم إختيار نظامه من بين 18 نموذج تقدم به النحويون الصوماليون .

نموذج للأحرف اللاتينية:



نموذج للكتابة اللاتينية للصومالي:

Aadanaha dhammaantiis wuxuu dhashaa isagoo xor ah kana siman xagga sharafta iyo xuquuqada Waxaa Alle (Ilaah) siiyay aqoon iyo wacyi, waana in qof la arkaa qofka kale ula dhaqmaa si walaaltinimo ah.

الترجمة :

جميع البشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا علما و وعيا وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء.

المصدر من عدة مواقع في الإنترنت بعد البحث و الترجمة .








السارق في السوق



عندما كنت في هرجيسا عاصمة صوماليلاند و في أحد الأيام و أنا أتمشى كعادتي في العصرية و سط السوق و جدت حشودا كبيرة في أحد أركان السوق فقلت لماذا لا أتفقد الأمر و أرى ما يحدث , اقتربت فرأيت شرطيا معه عصى و هو يضرب شابا بهذه العصى عرفت لاحقا أن الشاب لص و أنه سرق من إحدى السيدات موبايلا و محفظة فلحقه الناس و قبضوا عليه و أوسعوه ضربا حتى سلموه لأقرب شرطي فتولى هو الآخر مسألة ضربه و الناس تشيع اللص لمركز الشرطة و هم يسبونه و يشتمونه.


هنا حاول اللص أن يرمي نفسه في الأرض و هو يقول لا إله إلا الله في محاولة يائسة لإستعطاف الناس ربما يتركونه (( الآن عرف أن الله حق )) !! و لكن ماذا كسب هذا اللص غير العار و الفضيحة؟ لماذا يا ترى خاطر هذه المخاطرة بالسرقة و هل فكر بالعواقب من خزي و عار و ربما تصل الأمور إلى قطع يده ؟!


ربما سولت له نفسه أنه قادر على الهروب و التمتع بالحرام لفترة ولكن حتى لو هرب بهذا المال ألا يخاف الله ؟ ألا يعلم أن هناك آخرة و حساب و عقاب و عذاب ؟! الشهوة و اللذة اللحظية أعمت الكثيرين عن عواقب الأمور فأسأل الله أن يبصرنا و يزيدنا عقلا و حكمة ....


آمين

انتظار الفرج



سمعت مقولة تقول أن من أعظم العبادات انتظار الفرج , في اللحظات الصعبة و عندما تضيق عليك الدنيا بما رحبت و تشعر بالأسى و العجز عن التحكم بمصيرك عندها يعلم الإنسان مقدار ضعفه و عجزه و أنه لا حول و لا قوة له عندها لا يتبقى سوى العناية الإلهية تحيط بعباده الصابرين و الشاكرين لربهم في السراء و الضراء.


الصبر و انتظار الفرج و الإيمان بالله كلها معاني مترادفة تؤدي لنفس المعنى , فما أصعب العيش دون صبر أو جلد على نوائب الدهر فالأفراح نقضيها في سرور و انبساط و لكن يظهر المعدن الصلب في الأتراح و الأيام الصعبة , فلنتمسك بالأمل و الثقة بالله أن هناك فرجا قريبا فلا يغلب عسر يسريين المهم الصبر و الحفاظ على الأمل , و كما قال الشاعر معللا نفسه بالآمال في الأيام الصعبة :


أعلل النفس بالآمال أرقبها ...... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل