كم اشتقت إلى رسول الله و إلى مدينته الشريفة, أحسست اليوم بشوق عظيم لزيارة المصطفى الحبيب و الصلاة في الروضة الشريفة. لذلك قررت أن أسافر غدا إلى المدينة المنورة و أتأمل بصدق و محبة مدينة الإسلام الأولى طيبة الطيبة.
أرى المنبر و أتخيل الرسول صلى الله عليه وسلم قائم يخطب في المهاجرين و الأنصار و أرى أعرابيا يدخل المسجد و يسأل: أين محمد؟ و يسلم على يديه بعدما يسأله بضع أسئلة. و كأن روحي تهفو إلى طرقات المدينة و أتخيل نفسي أسلم على آل النبي و أجتمع بالصحابة الكرام.
تخيل أن يستضيفني أحد أحفاد أبو أيوب الأنصاري أو أطلع إلى المسجد و أشهد قصة ابن عمرو بن العاص مع القبطي و اقتصاصه لنفسه بين يدي أمير المؤمنين العادل عمر بن الخطاب و أسمعه و هو يردد الجملة التي خلدت في التاريخ (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)) , عمر الذي جلد أحد أبنائه إلى حد الموت لشربه الخمر فلا محاباة عنده. أم لعلني أشهد مجلسا للقضاء بين يدي الإمام علي كرم الله وجهه و أشاهد مدى علمه و فقهه الغزير فهو باب مدينة العلم.
و لعلني أذهب إلى أحد أو بدر و أشاهد المعارك التي حدثت بين المؤمنين و كفار قريش, لعلني أستبصر كل هذه المناظر و المشاهد بعين اليقين. ربما أخذني الشوق بعيدا و كل ما أرجوه أن أعود خيرا مما ذهبت مقتبسا نفحات إيمانية و أسراراً ربانية.
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد و آله الطاهرين و من تبعه بحق إلى يوم الدين.