الأربعاء، 12 يونيو 2013

دين الكراهية أم دين الرحمة؟






اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم , اللهم دمرهم و مزقهم كل ممزق
 اللهم جمد الدماء في عروقهم 
اللهم العنهم لعنا كبيرا،اللهم سلط عليهم العذاب من حيثُ لا يحتسبون، مطرًا من فوق رؤوسهم، وغيلة من تحت أرجلهم

اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك ... آمين



تعودنا سماع مثل هذه الأدعية في المساجد و من الشيوخ , قد يطلقون هذه الدعوات على الغرب و أمريكا أو اليهود أو الفرق الإسلامية الآخرى كالشيعة أو الرافضة و حتى تصل هذه اللعنات إلى من يحمل فكرا مختلفا كالليبرالين و العلمانين و الماركسيين ...إلخ

السؤال هنا لماذا نسارع بصب اللعنات و تملؤنا الرغبة في اجتثاث الآخر المختلف في الرؤية في الدين أو في الفكر.أين ذهبت النظرة الإنسانية و الرحمة ؟

الآن فرضا اعتبرنا من يختلف معك مصاباً بمرض اعتبره مرض الكفر أو مرض العلمنة أو مرض اللبرالية أو القبلية أو حتى الالحاد..إلخ مما تراه مرضاً. فلماذا تصب جام غضبك و لعناتك على المريض (الإنسان) و ليس على (المرض)؟

تخيل أنك في مستشفى و هناك مرضى متعددون بالسرطان و الانفلونزا...إلخ من الأمراض , و تخيل أنك طبيب تريد علاج الحالات التي أمامك فهل تسارع بقتل المرضى حتى تتخلص من المرض؟ أم تبحث عن علاج (المرض) و استنقاذ (الإنسان)؟

إذا علاج هذه الأمراض ليس بالقتل أو التصفية و لكن بمقارعة الحجة بالحجة و الفكر بالفكر, من هنا كان هؤلاء المرضى أحوج ما يكونوا إلى عطفك و حزنك عليهم و الدعاء لهم بالهداية و الشفاء.

و منذ متى ماتت الفكرة بقتل حاملها؟ بالعكس غالبا ما تخلد الفكرة و تبرز القيمة بظلم و مقتل صاحبها الذي يصبح بطلاً لأناس تمسكوا و استلهموا فكرته. ثم ما أدراك إن عاد هؤلاء أو آمنوا أن يصبحوا أكبر المدافعين عن الفكرة التي تمت هدايتهم لها بالفكر و الحسنى.

يذكر عن أحد العلماء المجددين أنه سرح يوما بعيداً و لاحظ هذا أحد تلاميذه و سأله: يا مولانا فيما كنت تفكر؟ فقال : كنت أناجي الله في سري أن اعمل معه صفقة إن كان ممكنا أن يدخلني النار خالداً و أن ينجي البشر كل البشر ليعبدوه وحده لا شريك له .. و كل هذا من محبته لله و فرط حزنه على من ضل من عباده.

ديننا ليس دين كراهية و يجب ألا نخلط الأمور و لا نكره الانسان لذاته, بل ربما نكره عمله و فعله و في أحيان اعتقاده. لكن هذا لا ينبغى أن يعمينا عن جوهر الانسان خلف كل هذه الاقنعة و عن جوهر ديننا الحنيف دين الرحمة و المغفرة.

إذا لنكن رحمة للعالمين لا لعنة عليهم و لنجعل دعائنا اللهم اهدي عبادك إلى الحق, اللهم بصرهم بنورك و ارزقهم حق عرفانك و خشيتك و اهدهم إلى طريق الحق و سبل الرشاد. اللهم آمين.

الثلاثاء، 29 يناير 2013

المدينة المنورة


كم اشتقت إلى رسول الله و إلى مدينته الشريفة, أحسست اليوم بشوق عظيم لزيارة المصطفى الحبيب و الصلاة في الروضة الشريفة. لذلك قررت أن أسافر غدا إلى المدينة المنورة و أتأمل بصدق و محبة مدينة الإسلام الأولى طيبة الطيبة. 

أرى المنبر و أتخيل الرسول صلى الله عليه وسلم قائم يخطب في المهاجرين و الأنصار و أرى أعرابيا يدخل المسجد و يسأل: أين محمد؟ و يسلم على يديه بعدما يسأله بضع أسئلة. و كأن روحي تهفو إلى طرقات المدينة و أتخيل نفسي أسلم على آل النبي و أجتمع بالصحابة الكرام. 

تخيل أن يستضيفني أحد أحفاد أبو أيوب الأنصاري أو أطلع إلى المسجد و أشهد قصة ابن عمرو بن العاص مع القبطي و اقتصاصه لنفسه بين يدي أمير المؤمنين العادل عمر بن الخطاب و أسمعه و هو يردد الجملة التي خلدت في التاريخ (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)) , عمر الذي جلد أحد أبنائه إلى حد الموت لشربه الخمر فلا محاباة عنده. أم لعلني أشهد مجلسا للقضاء بين يدي الإمام علي كرم الله وجهه و أشاهد مدى علمه و فقهه الغزير فهو باب مدينة العلم. 

و لعلني أذهب إلى أحد أو بدر و أشاهد المعارك التي حدثت بين المؤمنين و كفار قريش, لعلني أستبصر كل هذه المناظر و المشاهد بعين اليقين. ربما أخذني الشوق بعيدا و كل ما أرجوه أن أعود خيرا مما ذهبت مقتبسا نفحات إيمانية و أسراراً ربانية.

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد و آله الطاهرين و من تبعه بحق إلى يوم الدين.


الثلاثاء، 8 يناير 2013

الأحلام الضائعة و القلوب المحطمة



ينتابنا شعور اليأس و الإحباط بين الفينة و الآخرى ,بين الأحلام الضائعة و القلوب المحطمة التي كانت ذات يوم مفعمة بالأمل و الأحلام الكبيرة.  لكن الحياة مثل الشارع السئ الملئ بالمطبات لا ترى علامةً لهذا المطب إلا متأخرا.

كلما مضينا في هذه الحياة نضطر للتخلي عن بعض أحلامنا الواسعة و في قلوبنا شي من الحسرة, نحاول التأقلم على مجموعة القوانين التي وضعها المجتمع من عادات و تقاليد و أعراف تضع سقفا لطموحاتنا. نحاول التأقلم على تخصص لم نختره بعناية بما يتوافق و إهتماماتنا و طموحاتنا. نحاول التأقلم على عمل رتيب و ملل و ربما نحاول العيش مع شريك حياة لم نعرف عنه شيئا من قبل فحياتنا مليئة بالمفاجئات وبقلة الإختيارات و نقنع أنفسنا أن ما نعايشه هو القدر المحتوم الذي لا مفر منه.

المهم أننا نحاول و نحاول و في النهاية لا ننسى أحلامنا و أكثر من يتضرر من هذا الصراع هو القلب الذي يتألم لكل هذه الحواجز التي أعاقته عن ممارسة الحياة التي يحبها و الطموحات التي رسمناها لأنفسنا يوم أن كنا نؤمن بأنه لا سقف لطموحاتنا و أحلامنا.

يقول أحدهم إسأل نفسك:ماذا سيفقد العالم بموتك؟ ما هو الأثر الذي ستتركه في هذه الحياة و تؤثر به على حياة من حولك. أهلك و طنك و البشرية جمعاء. مجتمعاتنا الشرقية لما فيها من وصاية فكرية و اجتماعية و جهوية و قبلية تغتال طموحات الشباب.المجتمع يريدنا أن نخرج بصورة معينة , نسخة من أنماط متعارف عليها و في النهاية تصبح رقما عاديا يضاف إلى أعداد البشرية.


كثيرا ما نحرص على شئ و ندأب في سبيله و نذوب لأجله عزما و سعيا و إرادة ثم نراه يبتعد عنا كلما أردنا, و يصعب علينا بمقدار ما حرصنا عليه. حتى إذا أهملناه أو تغافلنا عنه وجدناه قد استلان بين أيدينا و تراضخ بشكل قد يثير فينا الدهشة و المرارة في آن واحد.

أنا من مؤيدي التفاؤل لكن هناك لحظات نستلذ فيها الشعور بالإحباط و مراجعة الأهداف و الطموحات طبقا للظروف الراهنة. فإما أن نقنع و نرضى بمستوى جديد و سقف أقل من الطموحات (الواقعية) أو نسعى جاهدين للعيش كما أردنا و حلمنا, فإما أن نحقق هذه الطموحات و الأحلام أو نعيش بقلوب محطمة يعتصرها الألم كلما تذكرت أحلاما و طموحات دفنت بفعل فاعل.


أفكار مشتتة تتهاذي في الخيال
و آمال مبعثرة في أرجاء المكان
أحلام ضائعة نراهــا كالسراب
و قلوب محطمة على ناصية الزمان
فهل كانت أحلامنا مجرد أحلام؟
و هل خسرنا مع أنفسنا الرهان؟



الاثنين، 26 نوفمبر 2012

التثبت يشترى بناقة (Hubsiimo hal baa la siistaa)





الكثير من البشر مبتلى بآفة التسرع في كل شي , التسرع في القول في الظن في ردة الفعل في الحكم على الآخرين ...إلخ. و الكثيرون كذلك يندمون بعد حين على تسرعهم أشد الندم , فمن الصعوبة بمكان إعادة المياه إلى مجاريها و الأمور إلى نصابها.و لذلك قال العرب قديما الوقاية خير من العلاج فالوقاية دائما تعمل بنسبة 100% أما العلاج فقد يتسبب في الشفاء من السقم و قد يخففه أو قد يزيده سوء و ربما لا ينفع على الإطلاق. و قد أرشدنا ديننا الحنيف إلى التبين و التثبت , قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)).


و في معرض هذا الحديث أتذكر المثل الصومالي (( التثبت يشترى بناقة)) و خلف هذا المثل هناك قصة قديمة حيث يحكى أنه كان هناك رجل حكيم كان الناس يسألونه عن أمورهم لينتفعوا بحكمته التي اشتهر بها. و ذات يوم أتاه رجل من البادية و قال للحكيم : " خذ ناقة و أعطني كلمة أو حكمة عوضا عنها". فجاوبه الحكيم : " إذا سألك أحد عن أي أرض الله أخير؟ , فجاوبه : أينما يقدر الله لك و يختار ". فأعاد الرجل على الحكيم قولته السابقة: " خذ ناقة و أعطني حكمة" فقال له الحكيم :" لا تخن رجلا أمَنك ". و أعاد الرجل الكرة للمرة الثالثة طالبا حكمة أخرى, فقال له الحكيم :" لا تمرن بقوم يذكرون كلام الله و يتدارسونه إلا جلست معهم". و أعاد الرجل الكرة للمرة الرابعة , فرد عليه الحكيم:" قبل أن تقوم بعمل تفكر فيه أولا و تثبت" و من هذه الحكمة الأخيرة أتى المثل الشهير (( التثبت يشترى بناقة)).


بعدما سمع الرجل الحكم الأربعة أعطى الحكيم أربعة نياق جزاء ما وعده, و حينما عاد إلى أهله تم توبيخه على فعلته و لامه أهله لوماً شديداً. إذ كيف يقايض أربعة نياق بمجرد كلام سمعه من رجل وإن كان حكيماً, و حينما لم يسلم من التوبيخ و المطالبة الدائمة بإرجاع أو تعويض النياق الأربعة هاجر الرجل بعيدا و ترك أهله فقد قرر أن يبحث عن أرض أخرى و يهرب من توبيخ عشيرته المستمر له على فعلته و سخريتهم منه.

مشى الرجل مسافة طويلة و كانت أول قرية يصل إليها قرية لها بئر واحد تشرب منه و ترتوي, و قد رأى مجموعة من أهل القرية مجتمعين حول البئر في الصباح الباكر و كأنهم ينتظرون أحداً بينما كان الرجل منهكا و متعبا, و حينما رآه أهل القرية قالوا :" اليوم أتانا رجل ذو قوة و بأس شديد" و طلبوا منه أن ينزل إلى البئر و يسقى لهم و لماشيتهم و حينما استغرب من طلبهم أصروا على طلبهم و قالوا أنها عادة لابد أن يقوم بها الضيوف الجدد حسب عرفهم.


لم يشأ الرجل أن يخالف عرف القرية خاصة و أنه غريب و أحوج ما يكون إلى شربة ماء تروى عطشه, نزل الرجل إلى البئر و سقى لأهل القرية و ماشيتهم و حينما هم على الخروج و بينما هو في منتصف المسافة للصعود إذ بحية ضخمة تخرج له من جحر داخل البئر. فسألت الرجل و قالت له : " أي أرض الله أخير؟ ", فجاوبها الرجل كما علمه الحكيم " أينما يقدر الله لك و يختار". رجعت الحية الضخمة إلى جحرها و خرج الرجل من البئر وسط استغراب أهل القرية فقد كان أول رجل يخرج حيا من البئر و ينجو من براثن الحية الضخمة.


تجمهر حوله أهل القرية و سألوه كيف استطاع الخروج و الهروب من الحية فحكى لهم ما دار بينه و بينها من حديث. استعظم الناس الرجل و أخذوه إلى سلطان القرية ليحكي له قصته مع الحية , و بعد أن سمع السلطان قصته قربه إليه و عرض عليه أن يعمل في مزرعته و أن يصبح جزءاً من عائلته فقبل بذلك. و مع مرور الأيام أظهر الرجل قدراً كبيرا من الإجتهاد في العمل و الأمانة و الأخلاق الحسنة. مما دعى السلطان إلى الوثوق به و تكليفه بأعمال أكثر أهمية, و بينما الأمور على هذا الحال قرر السلطان ذات يوم أن يسافر فترك الرجل مكانه ليرعى المزرعة و يحافظ على بيته في غيابه.


خلال غياب السلطان طمعت امرأته في الضيف و حاولت إغوائه , لكنه رفض أن يسايرها فيما تريد و منعه من ذلك الحكمة التي اشترى بها ناقة " لا تخن رجلا أمَنك " . بعد مدة من الزمان عاد السلطان فاشتكت إليه امرأته و قالت أن ضيفهم حاول التحرش بها في غيابه, كتم السلطان غضبه و أمر مجموعة من جنوده بالذهاب خارج القرية و أمرهم بأن يشعلوا ناراً عظيمة و أن يرموا فيها أول شخص يأتيهم بعد مغيب الشمس. و حينما حان وقت المغيب أمر السلطان الضيف بأن يلحق بجنوده خارج القرية لمساعدتهم في مهمة طلبها منهم, اتجه الرجل خارج القرية للحاق بالجنود و بينما هو في منتصف الطريق سمع حلقة للذكر فقرر أن يجلس و يذكر الله معهم .


تأخر الرجل في حلقة الذكر و بينما هو في الحلقة يذكر الله مع الذاكرين, كان الفضول والترقب يشتعل داخل امرأة السلطان فرغبت بأن ترى مصير الرجل بعدما احترق بالنار. فذهبت إلى الجنود و حالما وصلت إليهم نفذوا أمر السلطان دون تردد و رموها في النار, و حينما أنهى الرجل الذكر اتجه للجنود و سألهم إن كانوا بحاجة إلى مساعدته, قالوا له: " شكرا لك لقد أنهينا مهمتنا ". و بعد مدة أراد السلطان أن يتأكد من مصير الرجل فذهب و وجد زوجته ماتت محروقة و ضيفه سليم معافى فطلب منه أن يحكي له القصة بتفاصيلها, فحكى له الرجل ما كان من أمر زوجته خلال غيابه. فقال السلطان : " قتلتها خيانتها".


عاش الرجل سنين طويلة مع السلطان حتى توفي و لم يترك زوجة أو ولد و كان السلطان قد كتب إليه كل ثروته و مزرعته و أصبح الرجل من الأثرياء. فقرر ذات يوم أن يعود إلى أهله و يرى كيف انتهت إليه أحوالهم, فقدم إلى ديار عشيرته آخر الليل و دخل إلى منزله و هو مظلم فأوقد النار و حينما أوقد النار رأى رجلا غريبا ينام على فراشه. فطار الشرر من عينيه و استل خنجره حتى يقتل هذا الرجل الغريب لكنه تمالك نفسه في آخر لحظة و أيقظ زوجته , و قال لها : " كيف حالكم؟ و كيف حال العيال؟ ". فزعت امرأته و قام الرجل الغريب من النوم. فسألها " و من يكون هذا الرجل؟" فقالت له " إنه أخي أتانا زائراً, و الليلة هطلت أمطار غزيرة لذلك نام الليلة داخل المنزل, و أنت كيف حالك ؟ هل ما زلت على قيد الحياة؟".

فكانت الحكمة الأخيرة التي اشتراها الرجل بناقة هي من أنقذته من أن يقتل نسيبه خطأ " قبل أن تقوم بعمل , تفكر فيه أولا و تثبت" أو كما اشتهرت هذه المقولة أو القصة لاحقا بالمثل الشعبي (( التثبت يشترى بناقة)).

السبت، 17 نوفمبر 2012

النسر الذي أراد العيش بين الحمام


يا طير .. يا طاير على طراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب .. شو بني
يا طير .... يا طير



لطالما حملت كما كبيرا من التقدير و الإعجاب بأمة الطيور, فإن لها قدراً كبيرا من الحرية في التنقل إلى أي أرض شاءت , بلا حدود أو جوازات أو حتى تعقيدات أصبحت تغلف طابع حياتنا المعاصر. فالطير يطير بجناحيه إلى الأرض التي تناسبه و توفر له المأكل و المشرب و فوق كل ذلك الحياة الكريمة, فلا تتقيد فصيلة من الطيور بقوانين تضعها لها فصيلة أخرى من الطيور. فلا نرى مطارات و لا حاجة إلى أخذ تأشيرات من السفارات.

تخيل أن يطلب النسر الأفريقي تأشيرة للعبور إلى أوربا عبر سفارة الحمام الأوربي في الصحراء الكبرى!. و أن يهبط في مطار جبال الألب لأخذ نزهة صيفية تبعده لأيام أو أسابيع عن صيف إفريقيا الحارق. تخيلوا أن النسر لم يتبع إجراءات أخذ التأشيرة و صمم على السفر دون إذن, فقد يصبح وقتها مهاجرا غير شرعي لا سمح الله.

حينها ستطارده شرطة الحمام الأوربي و تقبض عليه, لكنه على كل حال سيتجه إلى مكتب حقوق الطيور في أوربا لإعطاءه حق اللجوء بعد تدمير الإنسان لغابات إفريقيا و بعد نفوق غالبية الحيوانات البرية في أفريقيا. و ربما كان لهذا النسر ابن عم أخطأ الطريق و لجأ لجزيرة العرب ظنا منه أن حمام الحرم المكي سيكون أكثر عطفا عليه من حمام أوربا.

لكنه وضع في سجن الطيور الكبير في قلعة على شاطئ البحر الأحمر ثم تم ترحيله مجددا إلى الصحراء الكبرى حيث لا ماء و لا مرعى, و لم تنفعه توسلاته بالضمير الطيوري أو الرابط الأخوي و المصير المشترك. تخيلوا حياة الطيور معقدة كما هي حياة الإنسان!

كم ستكون الحياة كئيبة لأمة الطيور حينما تقص أجنحتها و تمنع حريتها للسفر و التحليق أنى شاءت إلى حيث الماء و الكلاء. فالأرض كل الأرض خلقت للجميع دون احتكار خلقت للإنسان و الطير و الحيوان .

و لا تحسبن الطيور سعيدة و هي في أقفاصها التي وضعها فيها البشر. قد تسمع صوتاً جميلا من هذه الطيور يطرب لها سمعك و لكن ما أدراك بمعنى هذه التغريدات بلغة الطيور؟! فما أجمل العودة إلى الجذور و العيش ببساطة بلا تعقيدات تماما كالطيور التي تحلق بعيداً في الأفق و تسبح الله أنى شاءت.





أمد يدي إلى تلك النجوم و أهوى أن أحلق كالغيوم

كنسر في السماء أطير حراً فلا أحيا على نكد الهموم




الاثنين، 6 أغسطس 2012

اليوم الثالث الإثنين 12 مايو 2008 م ...

التجاذب السياسي في أوجه هذه الأيام , هذا لأن الحكومة أجلت الإنتخابات لأنها لم تستعد كما يجب و لم تنته أو حتى تبدأ في عملية تسجيل الناخبين في كافة المحافظات و المعارضة هددت بأنها لن تعترف بالحكومة الموجودة بعد يوم 15 مايو لأنه موعد إنتهاء و لاية طاهر ريالي و كما ترى فإن مجلس الشيوخ ليس له الحق بالتمديد لطاهر ريالي لعام آخر ..و كما تابع الجميع ال بي بي سي رفض طاهر ريالى حتى مجرد الكلام و التباحث مع المعارضة , الكل في المدينة خائف يترقب من إندلاع مواجهات و الوضع ينذر بأزمة سياسية خطيرة ...حتى إينما توجهت أسمع الكثيرين من المغتربين ألغوا حجزهم للقدوم هذه الصيفية خوفا من التجاذب السياسي و كان و اضحا أن موقف كلميه أكثر تمسكا بالقيام بالإنتخابات في موعدها و عدم الإعتراف بالحكومة بينما كان موقف أوعد أكثر لينا و أقل تشددا ....

 
و حدثت إجتماعات لزعماء القبائل و خصوصا هرجيسا و ضواحيها و كان هناك استنفار عام و تجمعات و خطب يلقيها العقال و زعماء العشائر يهيبون الناس بالحفاظ على الأمن و الأمان , و كما هي عادة طاهر ريالي عندما يقع في مأزق يلوح بالمكتسب الأهم لمواطني صوماليلاند و الشي الوحيد الذي لا نريد فقده ألا و هو السلام , السلام لم يأتي به طاهر ريالي حتى يتفاخر به و لكن الكل ساهم فيه الناس تعبوا من الحروب و المشاكل هنا و لا أحد مستعد لأن يرى أي تزعزع في الأمان الناس تريد أن تعيش بسلام و تكسب لقمة العيش , و كانت قد سرت إشاعات تفيد بأنه في يوم 15 مايو سيتم تبادل إطلاق نار و قصف متبادل بين الحكومة و المعارضة , في ظل هذه الظروف الصعبة و الترقب و الحذر لما ستؤول إليه الأمور في يوم 15 مايو كتبت هذه القصيدة على شكل حوار بين شخصين بداخلي حوار بين ليبانين أحدهما متفائل من مستقبل صوماليلاند و الآخر متشائم فلنرى كانت الغلبة لمن :




حوار بين متفاءل و متشائم


قال : أنتـــــــ ذاهب لأرض فـــتيــــة 
لا ماء لا كهرباء والليل دوما مظلما

قلت : الأمـر ليس كــمـــا وصــفتــــه 
لما المبالغة أم تريد لقلبي أن يتحطما

أنــــا ذاهب لأرضــــي أرض بـهيـــة 
لطالما أحببتها من دون أن أرغمــــا

أحــببت أنـاســـهـــا وضجــيجـــهــم 
أحــببت هــوائـــهـــا والأنجــــمـــــا

قال : إن المعيشة في غلاء متصاعد 
حتى البنزين والغاز صارا جـهنمـــا

والثلة التي في الحكم استأثرت بــه 
وجرعت الشـــعب المـر والعلقمـــا

وأصبح الحـــاكم والكرســي كمثلما 
عطشان وماء فهل يرمي عطشان بما ؟

قلت : تبسـم فلو قارنتنا بغيرنــا 
لما بقيت هكذا متجهما متشائما 

ما دمـت تملك أمنــــا وعــافيـة 
فـكفــى بـذالك عـزا ومـغنمــــا

غيرنـــا اكــتوى بنــــار لهيبـة
يتجـرع الآلام دومــا متئلمــــا

فقل يـــارب أصلــــح لي أمتي
وأبعد عنـــا الشرور والدمـــا

و أدم علينـــا بشــاشة وجهنا
و اجعل ديدننـــا دوما تبسمــا

قال:هيه سنرى أين ينتهى أمرنا
أإلى كـــــآبة أم نطــــير ترنــما

قلت : يا صاحبي الأيـــام بيننــــا
غدا سنرى البرئ ومن كان المجرما

ونرى المحب الصـــادق لبــلاده 
ويظهر من كــان بالحب مرغما

و يا رب أدم علينا عزة وكرامة
و لا تجعلني من التفاؤل معدما




و لاحقا قام طاهر ريالي بخطوة جريئة حيث زاد عدد الإقاليم في الدولة حيث من الواضح أنه يريد من هذه المحافظات الجديدة التصويت له لأنه له الفضل في إنشائها و كان أول إقليم جديد تم إنشائه هو إقليم قبلي و كانوا يطالبون بإقليم منذ أمد طويل و أرسلوا للوالد بطاقة دعوة لحضور الإحتفال بإنشاء الإقليم للأسف انشغلت ذالك اليوم و لم أذهب مع الوالد للحفل و هذه هي بطاقة الدعوة للإقليم الجديد ...



يتبع

الجمعة، 3 أغسطس 2012

الشيخ يوسف الكونين و قصته مع بعر بعير( محمد الحنيف)


يتداول  أهلنا أنه كان يحكم شمال الصومال ملك يهودي يدعى (محمد الحنيف)  و يكنى بعر بعير و حينما نظرت في أسماء اليهود و جدت أن أسماء اليهود تكون مشتقة من اللغة العبرية أو الآرامية و هي لغة أهل بابل الذين أدخلوا لغتهم على اليهود بعد سيطرتهم و تدميرهم لمملكة يهوذا. و مما وجدته أن كلمة بعر في اللغة الآرامية تعني ( ابن) و معلوم أن اللغة الآرامية كانت لغة عيسى عليه السلام و قومه فنجد أحد الحواريين الإثني عشر يسمى ب ( بعر تولمي ) أي ابن تولمي و هكذا دخلت الأسماء الآرامية على اليهود و منها بعر بعير ( ابن بعير), كان هذا الملك يمارس السحر و الشعوذة و التنجيم و يطبب بالأعشاب و كان كالقديس يعقد القران بين الأزواج الجدد. فكان يستبقى الزوجة عنده لمدة اسبوع كامل و ذلك للزوم البركة. و كان الشعب حينها منقسما بين فئتين الأولى: الصب نسبة إلى الأسباط الإثناعشر لليهود و هم قوم بعر بعير , قال تعالى ((وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) صدق الله العظيم. و أما بقية الأمم فكانت تسمى آجا ( لست متأكد من اللفظ تماما).

و في القرون الأولى من الهجرة وصل إلى الساحل عدة شيوخ لنشر الإسلام و التوحيد و بعضهم تنتسب له قبائل صومالية من هؤلاء الشيخ إسحاق بن أحمد ( ينتسب له الإسحاقيون)  و الشيخ يوسف الكونين و العارف بدين الله عبدالرحمن الجبرتي ( تنتسب له قبائل الدارود) و الشيخ أحمد فقي عمر ( لوبقي ) (تنتسب له قبيلة الشيخال) و كان تلميذ الشيخ يوسف الكونين. حديثنا هنا سيكون عن الشيخ يوسف الكونين . هذا الشيخ لم أجد عنه معلومات كثيرة لكن ما عرفته أنه يحمل مكانة خاصة في قلوب الصوماليين و في أحيان يرفعونه لمرتبه تكاد تقارب مراتب الأنبياء من شدة تعلقهم به. و تحاك حوله قصص اسطورية و بعضها صوفية  منها أن الرسول أخبر عمار بن ياسر عن خروج هذا الشيخ و أن الله سيسخر له الجن و الإنس فيكون له كما خاتم سليمان و عصى موسى.

 لكن الثابت أن الشيخ يوسف الكونين هو من علم الصوماليين الحرف الهجائي alif la kordabay, alif la hoosdabay, alif la goday... و المهم في قصتنا أن الشيخ سمع عن هذا الملك اليهودي فقرر أن يسكن بجواره لكي يوقفه عن ممارساته الخاطئة و ينشر الإسلام بين رعيته. فقدم الشيخ إلى قرية دوقر و التي تسمى الآن أو برخدلي شمال شرق هرجيسا, فعلم بعر بعير بمقدم الشيخ و نيته تغيير دين أتباعه و رعيته فأمر بإحضار الشيخ لمقر حكمه. هنا دار الحديث بينما و قال بعر بعير: إن الأمر لا يستقيم لكلينا في هذه الأرض, فاتفقا على أن ينهيا خلافهما حول الزعامة باستعراض للقوى الخارقة. فأشار الشيخ يوسف إلى تل قريب و تحدى بعر بعير أن يفتح فتحة في هذا التل و يعبره للجانب الآخر. فقال بعير بعير بما أنك تزعم أن شيخ ديني و لك كرامات أبدأ أنت. و كما تقول الرواية ان اشيخ يوسف سمى بالله و رمى بسهمه التل فانفلجت منه مغارة أو فتحة كبيرة تكفى لشخص بأن يعبرها فدخل الشيخ و خرج منها ثلاث مرات, و حينما أتى دور بعر بعير استطاع أن يدخل و يخرج مرتين و لما دخل للمرة الثالثة رمى الشيخ يوسف برمحه التل و قال: خذي يا أرض الله, و بدأ بقرأة سورة ياسين هنا تم إغلاق باب المغارة و حبس بعر بعير داخلها و انهار التل عليه فلم يبقى سوى نتوء في الآرض.

هنا أصبحت الغلبة للعامة على اليهودو حكموا الأرض و دخلوا في الإسلام فعلى الآجا على الصب, و تم العرف بعدم الزواج من أحفاد بعر بعير أو مخالطتهم و هم يسمون باليبرو نسبة إلى الهيبرو ( العبري). هنا أتى اليبر إلى الشيخ يوسف و طالبوا بدية ملكهم و أبيهم فخيرهم الشيخ بين أن يأخذوا أموالا الآن أو تظل ديتهم في الصوماليين يأخذونها إلى قيام الساعة فاختاروا الخيار الثاني. و من هنا كانت العادة بإعطاء الهدايا و الأموال لليبر في  كل زواج و لمباركة المواليد الجدد و هذا خوفا من أن تصيبهم اللعنة و إنفاذا لحكم الشيخ يوسف الكونين. و ظلت هذه العادة مستمرة حتى وقت قريب, و من القدرات التي يؤمن بها شعبنا لليبر هو قدراتهم السحرية و التي ورثوها عن جدهم و ملكهم بعر بعير و أن جثثهم تختفي و تتحلل بعد موتهم و يستشهدون على ذلك بأنهم لم يرو قبرا معروفا لأحد من اليبر و يعزون هذه الظاهرة إلى اختفاء جسد ملكهم و حبسه داخل التل ما كان له الأثر في اختفاء جثثهم بنفس الطريقة و الكيفية.اليبر تعدداهم اليوم لا يجاوز العشرين ألف نسمة و هم من القوميات التي تمارس ضدها التفرقة القبلية كما أن بعضهم قد طلب اللجوء إلى اسرائيل و لا أعلم أين انتهى طلبهم.


من الجدير بالذكر أن مثل هذه القصة متواجدة لدى أهل بيدوا في أقصى الجنوب الصومالي و لكن هذه المرة مع ملك من الأورومو كان يدعى ب ( قنانا) و لم يكن مسلما فاستنجد الناس هناك بالشيخ يوسف فذهب لهم و بنفس الطريقة و بنفس التحدي سجن الملك قنانا في تل و لكن لم يذكر بأن له أحفادا طالبوا بديته كما هو الحال في شمال الصومال. و الغريب أن المنطقتين بعيدتان كل البعد و حتى هناك اختلافات في بعض العادات و اللغة, حيث يتكلم أهل بيدوا بلغة خاصة بهم تختلف نوعا ما عن الصومالية المعروفة. و لكن من الدلالات على وجود شي من الصحة في القصة هو تواجد الأورومو في بيدوا و المناطق الصومالية فكما هو معروف أنهم كانوا من يسكونون أراضي الصوماليين قبل أن يدفعهم الرعاة الصوماليين باتجاه العمق الحبشي. و حسب اتجهاد شخصي هناك احتمال أن يكون بعض من القبائل التي هاجرت من الشمال و استقرت في بيدوا و الجنوب منذ قرون قد حملت معها قصة الشيخ يوف و بعر بعير فتم إنتاج نسخة محلية منها و هذا احتمال وارد. و في بيدوا يربطون الشيخ يوسف بشيخ عندهم اسمه محمد قياس-جييل ( قياس-جييل معناتها التشارك العادل) و كان لقب أطلقه عليه الشيخ يوسف حيث كان يوزع على أتباعه الأكل و البن فلاحظ الشيخ محمد أن أحدهم يموت كل يوم فأقنعهم أن يبقوا بقية من طعامهم للشيخ يوسف حينها توقفت حالات الموت الغامضة و أطلق عليه الشيخ يوسف ذلك اللقب و من ذلك اليوم يبقى الناس بقية من أكلهم و من هذه القصة كان منبع هذا النوع من الآتكيت.

و لا أنسى أن أذكر بعضا من المخالفات الشرعية التي كان يرتكبها الصومالييون في الشمال من زيارة لمقام و قبر الشيخ يوسف الكونين في أو برخدلي فيذهب الكبار و الصغار و يتم الذبح هناك و الأكل لمدة ثلاثة أيام في السنة يدعون فيها بقضاء حوائجهم و يدورون حول القبر المغطى بملاءة خضراء فيما يشبه الطواف و يتم إنشاد الأناشيد تحت الأشجار و تدق الطبول في احتفالية سنوية, و كانوا يضعون على جباههم  خاصة الصغار علامة بيضاء على شكل + , و كان هناك ركن للنساء العقيمات حيث توجد أحجار تسمى بالأحجار المعجزة كانوا يجلسون عليها و يدعون بأن يرزقوا البنين و البنات و كان لك حجر مالك يؤجره بقيمة شلن للجلية الواحدة و كان بعضهم يطلب أكثر من شلن. و كانوا يؤكدون لهم بأنهم سينجبون قريبا أو سيكون أول مولود ذكرا, و كان يقال أن من زار الشيخ ثلاثة زيارات حسبت له كحجة في مكة المكرمة.

و حينما بحثت في توقيت الخروج للزيارة اتضح أن التوقيت أو جمعة مع بداية الربيع فتسمى جمعة برخدلي , و حينما نظرت للعالم و جدت أنه يوزاي تاريخ عيد الفصح لدى اليهود و عيد القيامة لدى النصاري و كلها أعياد ربيعية حول العالم تنتشر حتى لدى الوثنين و منها شعوب الساكسون في أوربا و التي تعتبر الأرنب إلها للخصب و الإنجاب و يرمزون له بالبيض. و يقابل هذا العيد أيضا عند المصريين عيد شم النسيم  و هو عيد فرعوني و كانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة؛ ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل.وكانوا يعتقدون- كما ورد في كتابهم المقدس عندهم – أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم.

 نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم.واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها (الخروج) أو (العبور)، كما اعتبروا ذلك اليوم – أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة- رأساً لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.وهكذا انتقل هذا العيد من الفراعنة إلى اليهود، ثم انتقل عيد الفصح من اليهود إلى النصارى وجعلوه موافقاً لما يزعمونه قيامة المسيح، ولما دخلت النصرانية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء –الفراعنة- ويقع دائماً في اليوم التالي لعيد الفصح أو عيد القيامة.

كما ترون التقارب الزمني في احتفالات جمعة برخدلي باحتفالات الفراعنة و اليهود و النصارى بقدوم الربيع ( عيد الفصح), و تقارب فكرة الخروج للإحتفال و فكرة الخصب و الإنجاب و علامة الصليب كلها توضح تداخل ثقافات بين وثنية و يهودية و نصرانية غلفت بطابع إسلامي, و لعل هذه الممارسات بقية من بقايا الوثنية و لا ننسى بعر بعير اليهودي و تأثير النصارى الأحباش  و لله الحمد توقف هذه الممارسات على نطاق واسع و لم يعد يخرج الناس كالسابق لممارسة هذه الطقوس و ذلك منذ الصحوة الإسلامية منتصف السبعينات.

إضافة:

زيوس و هو يرمي بالصاعقة على تايفون

إذا ما نظرنا لدول و ثقافات مختلفة نجد تشابه بطريقة أو أخرى, الآن و أنا أبحث في الموضوع أعلاه, و جدت أن اليونانين لديهم قصة مشابه لقصة بعر بعير و الشيخ يوسف. حيث حدثت مواجهة بين سيد الآلهة لديهم زيوس في مواجهة أكبر وحش مدمر كان يسمى ب Typhon و رأسه عبارة عن 100 أفعى و في رواية أن جزءه السفلي و أصابعه كانت عبارة عن أفاعي بينما يتمتع في الجزء العلوي بجسم إنسان و لديه أجنحة المهم أن تايفون انتصر في الجولة الأولى بينما عاد زيوس واستعاد قوته و رمى برمحه ( البرق) في جبل اسمه إتنا Mount Etna في جزيرة صقلية الإيطالية و حبس تايفون في الجبل و ارتاح الناس من شره. نجد هنا تشابه فكرة محاربة الخير للشر و سجنه في جبل. فهل هذا التشابه مجرد صدفة؟ الله أعلم ...