اليوم أحب أن أتكلم عن موضوع ألاحظه أينما اتجهت و ألاحظ شيئا فشيئا
انعدام أمور جميلة من حياتها فإنني أرى أن ما يسمى ب (( حسن النية )) مفقود لدى
الشعب الصومالي الكثيرون و حتى لا أظلم الكل نيته سوداء تجاه أخيه إما لإختلاف في
القبيلة أو في التوجه السياسي و إنني أرى مقدار كبير بين التحاسد و التباغض بكميات
كبيرة تجده متبادلا بين أطراف صومالية كثيرة و حينما يأتي القلة و يريدون عمل
الخير و يأتون بكل حسن نية لمد يد ناصعة البياض تجاه إخوانهم تجد من يبصق في هذه
اليد البيضاء للأسف و أتأسف على الوصف لكنها الحقيقة المرة أعتقد أننا لا نعرف فن الإختلاف لكننا نتفنن في العداوات و نتلذذ و نحن ندوس
على جراحات الآخرين.
الشعب الصومالي رغم أنه في الظاهر هناك مليون شي و شي يوحده بداية من
الديانة الإسلامية و المذهب الشافعي و انتهاءا
باللغة و الجبهة الكبيرة و لكن هناك مئات الحواجز المخفية الغير ظاهرة
للعيان حواجز أطول من جدار برلين الألماني و حصونا أعتى و أشد من خط بارليف
الإسرائيلي إنها حواجز تشكلت في النفوس على مدى سنوات و سنوات و لا يمكن حلها بين
يوم و ليلة و من يفكر مجرد التفكير في محاولة حلها تصب عليه اللعنات و تلاحقه
الألسن أينما اتجه و لا يرضى عنه أحد و لسان حال الشعب يقول دعونا فيما نحن فيه
فلا نريد دواءاً و لا نطيق ائتلافا فنحن شعب لا نحسن النية بكم و إنا من حقيقتكم
وجلون و لمخططاتكم كاشفون و لألاعيبكم مترصدون.
حتى عندما تمشي في الشارع و تقابل شخصا صوماليا أو مجموعة صومالية فالتوجس
و الحذر هو الأساس لا الترحاب و الفرحة يناظرون فيك بحدة و يحدقون بك بشدة و رغم
ذلك لا يتفوهون بكلمة ! بل ربما تناقشوا أمرك علانية و لا كأنك أمامهم و في
النهاية يتهربون من مجرد الكلام بعفوية أو حتى السلام بحبية و ودية , أما لو كنت
محظوظا و استوقفك أحدهم أو اظطررتم للمكوث في مكان واحد كقاعة الدراسة يضل هناك
سؤال واحد يقلق بال ذلك الكائن الصومالي يا ترى من أي قبيلة أنت ؟ و حينما يعلم
إما أن تكونا مقربا أو تكون مستبعدا هذا نوع و هناك نوع آخر تطبع بطباع أهل البلاد
يسأله المعلم من أي بلد أنت ؟ فيجيب : أنا من أهالي المنطقة !!! فترتسم علامات
التعجب على وجهي و على وجه المدرس فيعيد السؤال فيعيد الكرة أنا من أهالي المنطقة
( أصل و فصل ) و كأن الجبهة لم تفضحه حتى و لو لبس عقالا أو شماغا !! حينها أصبت بطعنة
في صدري و ما أكثر الطعنات ...
مجتمعنا يتجه إلى التفكك لا يتفهم أحد الآخر أصبح لدينا من كل جنس و نوع
إنسان بل دعني أقول كائن حي تشابهت الأشكال و تعددت المشارب و الأفكار , أصبحنا
ضائعين يتهم كلآنا الآخر من وراء الشاشات بالخيانة و انعدام الوطنية و كل عرَف
الوطن بتعريفه الخاص يا ترى ما هو الوطن ؟ هل زار أحدكم هذا الوطن الذي تتشدقون
بالإنتماء له ؟ كل أصبح يريد إحتكار الوطنية لصالحه و ينسى أن هناك من يشاركونه
هذا الوطن و أن لهم الحق في هذا الوطن بنفس المقدار مما له , المعايير اختلفت و
الكثيرون ما زالوا يتباكون على ماضي بعيد و يعيشون على ذكراه بينما ديارهم مدمرة و
عروشهم خاوية لا يعملون لرفعتها شيئا و حينما يحاول البعض النهوض و إصلاح نصيبه من
الوطن أو الوطن بصفة عامة يتهم و يحارب و
يتم البحث في السلبيات و النخر فيها نخرا, أعين تعمى أن ترى الثوب الأبيض و تبصر البقعة
السوداء الصغيرة في طرف الرداء و بدلا من مد يد العون برغوة صابون أو قطرة ماء
لتنقية الثوب تماما و تهذيبه يرمى الثوب و صاحبه لغرض تلطيخ الثوب الأبيض بحجة
وجود تلك البقعة. التدمير أصبح يطغى على البناء هذا أصبح من أبرز سمات شعبنا
الكريم ...