الثلاثاء، 8 يناير 2013

الأحلام الضائعة و القلوب المحطمة



ينتابنا شعور اليأس و الإحباط بين الفينة و الآخرى ,بين الأحلام الضائعة و القلوب المحطمة التي كانت ذات يوم مفعمة بالأمل و الأحلام الكبيرة.  لكن الحياة مثل الشارع السئ الملئ بالمطبات لا ترى علامةً لهذا المطب إلا متأخرا.

كلما مضينا في هذه الحياة نضطر للتخلي عن بعض أحلامنا الواسعة و في قلوبنا شي من الحسرة, نحاول التأقلم على مجموعة القوانين التي وضعها المجتمع من عادات و تقاليد و أعراف تضع سقفا لطموحاتنا. نحاول التأقلم على تخصص لم نختره بعناية بما يتوافق و إهتماماتنا و طموحاتنا. نحاول التأقلم على عمل رتيب و ملل و ربما نحاول العيش مع شريك حياة لم نعرف عنه شيئا من قبل فحياتنا مليئة بالمفاجئات وبقلة الإختيارات و نقنع أنفسنا أن ما نعايشه هو القدر المحتوم الذي لا مفر منه.

المهم أننا نحاول و نحاول و في النهاية لا ننسى أحلامنا و أكثر من يتضرر من هذا الصراع هو القلب الذي يتألم لكل هذه الحواجز التي أعاقته عن ممارسة الحياة التي يحبها و الطموحات التي رسمناها لأنفسنا يوم أن كنا نؤمن بأنه لا سقف لطموحاتنا و أحلامنا.

يقول أحدهم إسأل نفسك:ماذا سيفقد العالم بموتك؟ ما هو الأثر الذي ستتركه في هذه الحياة و تؤثر به على حياة من حولك. أهلك و طنك و البشرية جمعاء. مجتمعاتنا الشرقية لما فيها من وصاية فكرية و اجتماعية و جهوية و قبلية تغتال طموحات الشباب.المجتمع يريدنا أن نخرج بصورة معينة , نسخة من أنماط متعارف عليها و في النهاية تصبح رقما عاديا يضاف إلى أعداد البشرية.


كثيرا ما نحرص على شئ و ندأب في سبيله و نذوب لأجله عزما و سعيا و إرادة ثم نراه يبتعد عنا كلما أردنا, و يصعب علينا بمقدار ما حرصنا عليه. حتى إذا أهملناه أو تغافلنا عنه وجدناه قد استلان بين أيدينا و تراضخ بشكل قد يثير فينا الدهشة و المرارة في آن واحد.

أنا من مؤيدي التفاؤل لكن هناك لحظات نستلذ فيها الشعور بالإحباط و مراجعة الأهداف و الطموحات طبقا للظروف الراهنة. فإما أن نقنع و نرضى بمستوى جديد و سقف أقل من الطموحات (الواقعية) أو نسعى جاهدين للعيش كما أردنا و حلمنا, فإما أن نحقق هذه الطموحات و الأحلام أو نعيش بقلوب محطمة يعتصرها الألم كلما تذكرت أحلاما و طموحات دفنت بفعل فاعل.


أفكار مشتتة تتهاذي في الخيال
و آمال مبعثرة في أرجاء المكان
أحلام ضائعة نراهــا كالسراب
و قلوب محطمة على ناصية الزمان
فهل كانت أحلامنا مجرد أحلام؟
و هل خسرنا مع أنفسنا الرهان؟



هناك تعليقان (2):

  1. لا تيأس.

    القادم، حتما، افضل!

    شمعون لطفي،
    نضارة الطفولة،
    عنفوان الحياة

    ردحذف
  2. حياك الله يا شمعون لطفي صائد الكلون :)

    الحمدلله على كل حال , و الأمل بالله دائما كبير

    و طول عمري أحب التفاؤل, لكن لا بأس بمسحة من الحزن أحيانا حتى نشعر بجمال التفاؤل و قيمة النجاح حينما يتحقق بعد مواجهة المصاعب

    ليبان برخد

    ردحذف