الشيخ مطر إلى اليمين مع الشيخ حسن قولييد
تقول الكتابات التاريخية التي تتحدث عن هرجيسا أن الشيخ مطر هو مؤسس مدينة هرجيسا و أن الشيخ كان يتعلم العلوم الإسلامية في هرر لمدة تجاوزت ال 20 عاما و عاد إلى بلده الأم ( صوماليلاند ) ليؤسس مقرا دينيا في بقعة من وادي ( maroodi jeex ) في منتصف الجزء الثاني من القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين و قام الشيخ في تلك الفترة بأعمال تاريخية خلدت في تاريخ هرجيسا و صوماليلاند.
الشيخ مطركان له باع طويل في علوم الدين و وصل مبلغا من العلم في العلوم الشرعية و في التصوف. نقل و كتب كتبا كثيرة تتحدث عن الدين الإسلامي. و انشغل في سنوات كثيرة في زيادة الوعي الديني وتعليم العلوم الشرعية لسكان هرجيسا. و كذلك قضى سنوات طويلة في المصالحة و المؤاخاة بين القبائل المحيطة بهرجيسا و التي كانت بينها حروب طاحنة و سلب و نهب. و بدأ الشيخ في استصلاح الأراضي الزراعية و كان أول من بدأ هذا المشروع في هرجيسا و أتى بالمواشي التي تتناسب مع الزراعة كالبقر و الثور و التي لم تكن تتواجد في محيط هرجيسا من قبل. و كان يحث الناس على أن يؤمنوا بالأرض و يستقروا فيها بشكل دائم بدلا من حياة البادية و الترحال و لذلك بدأ في مشروع المزارع حتى يستقر الناس و يبدأ التطور في تلك المنطقة.
و إذا تتبعنا تاريخ الشيخ مطر سيتضح لنا أنه كان نقطة تحول مضيئة لتاريخ مجتمع صوماليلاند بداية بتحويله مجتمع كامل من أهل بادية في حل و ترحال دائمين إلى أناس مستقرين في هرجيسا . و كذلك إسهامه في تحويل أهل البادية إلى مزارعين يستصلحون الأرض . و إنتهاء بمصالحته بين قبائل بينهم حساسيات و مشاكل حتى أنه آخى بينهم و أسكنهم بقعة واحدة. أسس في هرجيسا أول حكم تاريخي على أساس الشريعة الإسلامية و شجع التجار خصوصا تجار الشمال على القدوم و السكن في هرجيسا و تحويلها إلى مركز تجاري. حول هرجيسا إلى مكان يقول عنه الأجانب (( هرجيسا جنة سلام يسكنها أناس متباينون)) (( لويس )) و سنكتب لكم كل التفاصيل لاحقا.
صفات الشيخ مطر
تحكي المقالات و القصائد و الأشعار التي تصف الشيخ و توضح أنه كانت له معرفة واسعة بعلوم الدين الإسلامي و أنه اتصف بالتقوى و الورع و عرف عنه ذكر الله و مداومته على الأذكار التي لا تفارق لسانه و كان مشهور بكرامات كثيرة أهمها سرعة استجابة دعائه.كان شيخا عادلا و كان عندما يحكم لا يحيد عن الحق و العدل.كان شيخا كريما و كان حنونا على المساكين و المعاقين و كان شيخا رحيما خاصة على الضعفاء و كان يحاول حل المشاكل التي يواجهونها. مشيته في تؤدة و وقار وحينما يضحك لا يقهقه و لكن ترى بياض أسنانه و كان نومه خفيفا الشيخ وصل منزلة عظيمة من المعرفة و كان يربأ بنفسه عن صغائر الأمور مثل التكبر و حب الشهرة و الإعجاب بالنفس و حب السلطة .و كان فاهما و عارفا باللغة الصومالية و العربية و لغة أهل هرر و من خلال هذا الموضوع سنتعرف عن قرب على صفات الشيخ الحميدة.
في تاريخ صوماليلاند هناك علماء كثيرون أثروا في التاريخ الصومالي و كانوا مختلفين عن الأناس العاديين و كان لهم و ما زال اسم كبير بين العامة و هناك مدارس كثيرة تسمت بأسماء هؤلاء العلماء في صوماليلاند و هذه قائمة بهؤلاء العلماء العظام :
1. الشيخ مطر.
2. الشيخ يوسف الكونين.
3. الشيخ عبدي إسماعيل.
4. الشيخ عبدالرحمن شيخ حسن.
5. الشيخ بشير.
6. الشيخ علي جوهر.
7. الشيخ عثمان نور.
8. الشيخ حسن نوريي.
9. الشيخ على إبراهيم.
10. الشيخ على أو عثمان ( تمو ويني ).
11. الشيخ مُحُمَد ورسمي.
12. الشيخ صنعاني.
13. الشيخ مُحُمَد ( راجي ).
و رغم شهرة هؤلاء العلماء و الذين تشرفت هذه المدارس بأسمائهم إلا أنه الآن الكثيرون لا يعرفون سيرة هؤلاء العلماء و لا ماذا فعلوا في تاريخينا حتى استحقوا هذه الشهرة و حتى الطلاب الذين يدرسون في هذه المدارس لا يعرفون شيئا عن العالم الذي يدرس تحت مسماه فقط يعرف أنه عالم جليل. و للآن لم أرى كتب تتحدث عن هؤلاء العلماء و سيرتهم و من الآن أصبحت سيرتهم مخفية و عما قريب منسية و قد ندفع ضريبة غالية لعدم كتابتنا لتاريخنا القديم و الحديث.
تاريخ و سيرة العلماء هي المؤشر على تاريخ الأمم و على تلك الحقبة من الزمن و منها نعرف الإسهامات الجليلة لهؤلاء العلماء و التي غيرت تاريخنا كأمة و إسهامات علمائنا جديرة بالتقدير و الدراسة و هي نبراس لأطفالنا و اعتزاز بتاريخهم جيلا بعد جيل و هذه الصفحات القادمة تصب في هذا الاتجاه على الأقل لمعرفة تاريخ شيخ البلد الشيخ مطر.
في المرة القادمة سأتحدث عن نشأة الشيخ مطر و تاريخ ولادته.
أرجوا لكم المتعة و الفائدة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق